من شرق أفريقيا إلى غربها، يضرب الإرهاب بلا هوادة، محاولا التمدد في مناطق لم تكن ضمن نطاق نفوذه.
ففي نيجيريا، بغرب أفريقيا، أطلق مسلحون مرتبطون بتنظيم "داعش" النار على جنازة في قرية في ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا، ما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات نفذتها الجماعات الإرهابية التي صعدت اعتداءاتها في الأسابيع الأخيرة، وقُتل أكثر من 50 شخصا في المنطقة الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر لـ"فرانس برس" إن مقاتلين من تنظيم داعش في غرب أفريقيا اقتحموا قرية "كوابلي" قرب بلدة "شيبوك" على متن دراجات نارية، وفتحوا النار على السكان الذين تجمعوا لتشييع زعيم محلي في القرية.
وقال أيوب ألامسون، أحد الزعماء المحليين في شيبوك "حتى صباح اليوم، تم العثور على 15 جثة في القرية والغابات المحيطة بها".
وأضاف أن "عناصر داعش في غرب أفريقيا أطلقوا النار على المشيّعين وطاردوهم على دراجات نارية في الأدغال أثناء محاولتهم الفرار".
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم وقع أمس بولاية بورنو النيجيرية أودى بحياة 26 شخصا على الأقل، إثر انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعت في سيارة.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من 10 أيام على مجازر دامية شهدتها ولايات وسط وشمال نيجيريا، حيث قتل مسلحون ما لا يقل عن 56 شخصاً في ولاية بينو، خلال هجمات متزامنة استهدفت قرى في منطقتي لوجو وأوكوم.
وفي شرق أفريقيا، أعلنت الشرطة الكينية، أن خمسة من عمال المحاجر قُتلوا وأُصيب اثنان آخران عندما هاجم مسلحون يُشتبه بأنهم من حركة "الشباب" مركبة للعمال في شمال شرق كينيا اليوم الثلاثاء.
وقالت الشرطة في كينيا، حسب "رويترز" إنه تردد أن نحو 10 مسلحين من الجماعة المتمركزة في الصومال والمرتبطة بتنظيم "القاعدة" نصبوا كمينا لحافلة صغيرة مليئة بالعمال قرب قرية "بور أبور" في إقليم "مانديرا" وأمروهم بالنزول من المركبة.
ووفقا لتقرير الشرطة في كينيا، طلب المسلحون من العمال تسليم هواتفهم وبطاقات هوياتهم. وعندئذ أُطلق عليهم النار حتى الموت وهم مستلقون على الأرض.
وأضاف التقرير أن آثار أقدام المسلحين أظهرت سيرهم باتجاه الحدود الصومالية.
وذكر التقرير أن 13 شخصا آخرين فروا إلى الأدغال وتم إنقاذهم في وقت لاحق.
وحركة الشباب تنشط بالأساس في الصومال منذ عام 2007، وتنفذ هجمات عبر الحدود في كينيا، من أجل الضغط على نيروبي لسحب قواتها من الصومال حيث تشارك في قوة حفظ سلام هناك.
ومنذ صيف 2023، دفع تصاعد العمليات الإرهابية على الحدود، القوات الكينية إلى رفع درجات التأهب ونشر قوات إضافية، بغية فرض سيطرتها على الشريط الحدودي مع الصومال، وفق تقارير صحفية.
وفي فبراير 2023، نظم الصومال اجتماعا أمنيا رباعيا ضم إلى جانبه كينيا وإثيوبيا وجيبوتي، حيث تمخض عنه تشكيل قوات مشتركة للقضاء على جذور أزمة إرهاب "الشباب" نظرا للمخاوف الأمنية المشتركة لدول الجوار.
شن مجهولون هجومًا بقذائف الهاون على مطار مقديشو، فيما نفذت السلطات الأمنية في الصومال عملية نوعية ضد حركة الشباب الإرهابية في هيران بوسط البلاد.
وبحسب مصادر محلية، سقطت 8 قذائف قرب مطار آدم عدي، أحد أكثر المنشآت حراسة في العاصمة مقديشو، صباح اليوم الاثنين، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان والموظفين.
ودوّت صفارات الإنذار فور وقوع الانفجارات، وأغلقت قوات الأمن المناطق المجاورة احترازيًا، في حين لم تصدر السلطات حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن الخسائر أو الأضرار.
ويُعد مطار مقديشو مركزًا استراتيجيًا للحكومة والمنظمات الإنسانية والبعثات الدبلوماسية، ومصدرًا مهمًا للإيرادات، ما يجعله هدفًا تقليديًا للهجمات.
وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، فإن أصابع الاتهام تتجه نحو حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي دأبت على استهداف المؤسسات الحكومية والمنشآت الحيوية في العاصمة.
بالتزامن مع التطورات الأمنية في مقديشو، حقق الجيش الوطني الصومالي والقوات المحلية انتصارًا بارزًا في محافظة هيران، بعد تنفيذ عملية عسكرية ناجحة ضد مسلحي حركة الشباب في منطقتي ياسومان وأبوري.
ووفقًا للجيش الصومالي، استهدفت العملية معاقل للمسلحين كانت قيد الإعداد لإعادة تنظيم صفوفهم. وأسفرت الهجمات عن مقتل اثنين من كبار قادة الحركة، هما حسن بيد وعبدالله جاروين، بالإضافة إلى تدمير مخابئهم.
وأكد الرائد فرح هيرسي عبدولي، قائد الوحدة 26 التابعة للفرقة 60، أن العمليات ستتواصل بوتيرة متصاعدة في منطقة شبيلي والمناطق المجاورة، في إطار الحملة الشاملة لتفكيك معاقل الإرهاب وتأمين المناطق المحررة.
وتكشف الأحداث الأخيرة عن طبيعة الوضع الأمني في الصومال، مع تحديات متجددة تتمثل في قدرة حركة الشباب على تنفيذ هجمات نوعية في قلب العاصمة، يقابلها تصميم واضح من قبل الجيش الوطني على استباق تحركات التنظيم في الأقاليم الداخلية.
ويرى محللون أن نجاح العمليات في وسط البلاد، إذا تواصل بشكل منظم، قد يحد من قدرة حركة الشباب على شن هجمات مماثلة، لكنه لن يلغي الخطر بالكامل طالما بقيت الخلايا النائمة نشطة في محيط العاصمة.
ووفقًا لمصادر مطلعة، يتطلب المشهد الأمني في الصومال تكثيف جهود التنسيق الاستخباري، وتعزيز الحماية حول المنشآت الاستراتيجية مثل مطار مقديشو، إلى جانب دعم العمليات العسكرية لضمان تحقيق استقرار شامل ومستدام.