دعت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى رفع الحصار عن مخيم زمزم للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، وإلى إيصال المساعدات إلى المخيم وحماية المدنيين هناك.
جاء ذلك في بيان أصدرته المنظمة، الاثنين، بشأن الوضع في المخيم الذي استهدفته قوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة إنه في أعقاب الهجوم البري واسع النطاق الذي شنته قوات الدعم السريع في 11 أبريل/نيسان الجاري على مخيم زمزم للنازحين، بات مئات الآلاف من الأشخاص في أماكن محاصرة في الفاشر، ومحرومون من المساعدات الأساسية.
وأضافت أن 25 ألف شخص آخرين وصلوا إلى مدينة طويلة في الغرب، وأن فرق المنظمة هناك تعمل حاليا على توسيع أنشطتها للتعامل مع الاحتياجات الطبية الأكثر إلحاحا.
وجاء في البيان: “ندعو إلى رفع الحصار عن مخيم زمزم للاجئين، وإيصال المساعدات، وحماية المدنيين هناك. وندعو بشكل عاجل إلى إنهاء الحصار والوحشية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر عبر إسقاط الطعام والدواء عند الحاجة، والسماح لمن يرغب بالخروج بالمغادرة بأمان”.
وأشارت المنظمة إلى ورود تقارير من مخيم زمزم للنازحين، تشير إلى مقتل مئات الأشخاص، وأن المقاتلين أطلقوا النار على أشخاص كانوا يختبئون في منازلهم وأحرقوا أجزاء كبيرة من المخيم.
ودعت “أطباء بلا حدود” قوات الدعم السريع وجميع الجماعات المسلحة في المنطقة إلى حماية المدنيين، مضيفة: “على الدول والجهات الدبلوماسية استخدام نفوذها لتحويل التصريحات الفارغة إلى أفعال ملموسة”.
أدت الهجمات المتكررة التي شنتها قوات الدعم السريع على مناطق الجموعية في الريف الجنوبي لأم درمان إلى نزوح جماعي للسكان، حيث استمرت هذه الهجمات لمدة تقارب الشهر.
وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن مقتل أكثر من 170 شخصًا وإصابة المئات، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
تعرضت القرى في الريف الجنوبي لأم درمان لاعتداءات وصفت بأنها انتقامية من قبل قوات الدعم السريع التي انسحبت من الخرطوم في 27 مارس 2025.
وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمي باسم الجموعية، سيف الدين أحمد الشريف، أن المنطقة أصبحت خالية تمامًا من السكان، حيث قام الشباب بإجلاء العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا بسبب تصاعد الهجمات على المدنيين.
وأشار الشريف إلى أن الوضع الإنساني في المنطقة بات كارثيًا، حيث لم تلقَ المناشدات التي أطلقها المواطنون لإنقاذهم من الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الدعم السريع أي استجابة. وأكد على أن حقوق مواطني الجموعية لن تضيع سدى، وأنهم سيعملون على محاسبة المسؤولين عن القتل والنهب والتهجير القسري الذي تعرضوا له.
تتواصل الأوضاع العسكرية والإنسانية في السودان بشكل متسارع، حيث تعاني العديد من المناطق من النزاع المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
في هذا السياق، نسلط الضوء على التطورات الأخيرة في مدينتي الفاشر وأم درمان.
شهدت مدينة أم درمان تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث وقعت الاشتباكات في المحور الجنوبي الغربي والمحور الغربي. وبحسب المصادر العسكرية، فإن قوات الدفاع السريع حاولت شن هجوم على دفاعات الجيش، لكن الأخيرة تمكنت من صد الهجوم وكبدت قوات الدعم السريع خسائر جسيمة، تضمنت مقتل أكثر من 140 عنصراً.