دراسات وأبحاث

معارض قوي لنظام بوتين.. مؤيدو نافالني ينظمون فعاليات لتكريمه عقب وفاته

الإثنين 17 فبراير 2025 - 03:45 م
ابراهيم ياسر
الأمصار

أليكسي أناتولييفيتش نافالني، هو محام وناشط سياسي روسي، منذ عام 2009، اكتسب شهرة في روسيا، وخصوصًا في وسائل الإعلام الروسية، كناقد للفساد، وخاصة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وقد استغل مدونته على موقع لايف جورنال لتنظيم مظاهرات واسعة النطاق لمعالجة هذه القضايا. 

كما أنه يكتب مقالات بانتظام في العديد من المنشورات الروسية، مثل فوربس روسيا. 

أليكسي نافالني: من هو المعارض الروسي الشهير الذي "مات" في السجن؟ - BBC News  عربي

وفي مقابلة عام 2011 مع رويترز، ادعى نافالني أن نظام بوتين السياسي يضعف بسبب الفساد لدرجة أن روسيا قد تواجه تمردًا على غرار الربيع العربي في غضون خمس سنوات.

الزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي

نافالني هو عضو مجلس تنسيق المعارضة الروسية وهو الزعيم غير الرسمي لحزب التحالف الشعبي وهو حزب لم يتم بعد تسجيله رسميًا. وقد تم تسجيله رسميًا كمرشح (بدعم من ر.ب.ر بارناس) في انتخابات عمدة موسكو التي جرت يوم 8 سبتمبر 2013. 

واتهم بالتخطيط لسرقة 16 مليون روبل من شركة أخشاب مملوكة للدولة أثناء عمله مستشارًا لحاكم منطقة كيروف عام 2009، وطالب ممثلو الادعاء توقيع عقوبة السجن لمدة ست سنوات لهذه التهمة. في 18 يوليو حكمت إحدى محاكم كيروف بسجنه 5 سنوات مع دفع غرامة قدرها 500 ألف روبل.

وتعد هذه القضية التي اتهم فيها أليكسي أثارت ردود فعل داخل روسيا وخارجها، فقد قال ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم للاتحاد السوفيتي إن «استخدام القضاء في الخلاف ضد خصوم سياسيين غير مقبول» وقال أن مجمل القضية «تؤكد مع الأسف أنه ليس لدينا قضاء مستقل». 

وقالت كاثرين آشتون مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الحكم يطرح أسئلة خطيرة حول وضع حكم القانون في روسيا.

صدرت دعوات للاحتجاج والتظاهر بسبب القبض عليه، وفي 23 يناير 2021 وقعت تظاهرات في عدة مدن روسية، قابلتها الشرطة الروسية بمزيد من الحزم.

وفي 15 ديسمبر 2023، قال داعمون للسياسي الروسي المعارض إن مكان وجوده لا يزال غير معروف، وذلك بعد قول سلطات السجن إنه لم يعد في منشأة عقابية يقضي فيها عقوبته.
وقد حصل نافانلي على جائزة سخاروف لحرية الفكر لعام 2021، وذلك تقديرا لمقاومته للفساد.

سبب وفاته 

توفي أليكسي نافالني في سجنه بمنطقة يامالو-نينيتس في القطب الشمالي بتاريخ 16 فبراير 2024 عن عمر ناهز السابعة والأربعين، وقال فريق عمله أن السلطات أبلغت والدته بأنه توفي بـ«متلازمة الموت المفاجئ»، كما طالب بتسلّم جثمانه فوراً. 

فيما اتهمت أرملته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«قتل» زوجها، وفي 24 فبراير 2024 تسلمت والدته جثمانه. كما تم تحديد إقامة جنازته في 1 مارس 2024 في كنيسة بجنوب موسكو.

 ولاحقًا تجمع آلاف الأشخاص للمشاركة في جنازته، رغم تحذيرات الكرملين ورددوا عبارة «لا للموت» ثم تم نُقل جثمانه إلى مقبرة بوريسوفو القريبة.

وفي 27 فبراير 2024 أعلنت كيرا يارميش، المتحدثة باسم زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، أن جنازة نافالني ستقام في كنيسة بمنطقة مارينو جنوب شرق موسكو بعد ظهر الجمعة وأنه سيتم دفن الجثمان في مقبرة قريبة. حملت ماريانا كاتزاروفا، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في روسيا، موسكو مسؤولية وفاة نافالني مؤكدة أنه إما قُتل في السجن أو توفي بسبب ظروف احتجاز وصلت إلى التعذيب.

أليكسي نافالني كتب مذكراته في السجن وأرملته تعلن عن موعد نشرها | Euronews

منظمة العفو الدولية

جردت منظمة العفو الدولية أليكسي نافالني، من صفة «سجين رأي»، بعدما وصلتها شكاوى تلقي الضوء على تعليقات معادية للأجانب أدلى بها في الماضي ولم ينبذها.

في 16 فبراير 2024، وجد ميتًا في زنزانته، وقد أعلنت دائرة السجون الفيدرالية في تقريرها أنه قد فقد الوعي وقد تم استدعاء طاقم الاسعاف لكن ذلك لم يسفر عن أي نتيجة، ليعلن بذلك وفاته

من المقرر أن ينظم أنصار المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني فعاليات تكريمية له يوم الأحد، بما في ذلك زيارة قبره في موسكو، بعد عام من وفاته في السجن، رغم خطر التعرض لرد فعل حازم من السلطات.

منظمة العفو الدولية | منظمة العفو الدولية -

تكريمة عقب وفاته 

من المقرر أن ينظم أنصار المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني فعاليات تكريمية له يوم الأحد، بما في ذلك زيارة قبره في موسكو، بعد عام من وفاته في السجن، رغم خطر التعرض لرد فعل حازم من السلطات.

وتأتي هذه الفعاليات التكريمية في وقت أصبحت المعارضة الروسية التي فقدت قائدها ومزقتها الصراعات الداخلية، في موقف ضعف غير مسبوق.

ويكافح قادتها المنفيون في الكثير من البلدان في الخارج من أجل إعادة إشعال شعلة النضال ضد الرئيس فلاديمير بوتين، خاصة في روسيا حيث يُقابَل أي انتقاد للحكومة بقمع شديد.

وكان نافالني ناشطا في مجال مكافحة الفساد والعدو السياسي الأول لبوتن، وقد أعلنه القضاء الروسي "متطرفا".

المعارض الروسي أليكسي نافالني أعلنت السلطات وفاته في السجن عن 47 عاما

وكل من يشير علنا إلى المعارض أو إلى منظمته، صندوق مكافحة الفساد، ويُغفل الإشارة الى اعلان "تطرفهما"، يتعرض لعقوبات شديدة.

ولا يزال هذا التهديد ساري المفعول على الرغم من وفاة نافالني في ظروف غامضة في سجن في القطب الشمالي في 16 فبراير 2024 ونفي جميع المتعاونين معه تقريبا خارج روسيا.

ووفقا لليونيد فولكوف، الذراع الأيمن السابق لزعيم المعارضة، فإن "أنصار أليكسي سينظمون فعاليات تذكارية في كل أنحاء العالم".

في بعض الأماكن، ستكون هناك تجمعات أو مسيرات، وفي أماكن أخرى سيتم عرض فيلم وثائقي مخصص له. وفي غير أماكن، ستكون هناك فعاليات بسيطة.

اما أرملة نافالني يوليا نافالنايا التي تولت زمام الأمور في حركته، فمن المقرر أن تشارك في فعالية في برلين، حيث يعيش العديد من أنصار المعارض الروسي.

وكتب فولكوف "أينما كنتم، في روسيا أو في الخارج، نأمل بشدة أن تلتقوا بأشخاص يشاطرونكم الرأي في 16 شباط/فبراير".

وحذرت قنوات عبر تلغرام مؤيدة للكرملين أنصار المعارض الراحل من زيارة المقبرة . وجاء في رسالة نشرها الصحافي ديمتري سميرنوف المؤيد للكرملين وقنوات أخرى "نصيحة مختصرة لمن يعتزمون للذهاب إلى هناك ولكنهم ليسوا متأكدين بعد: لا تذهبوا!".