تشهد الساحة السودانية خلال هذه الأوقات تطور لافت، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وبسط نفوذه وسيطرته على مواقع استراتيجية أخرى بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وهذا التقدم يُعد انتصارًا استراتيجيًا للجيش، حيث تُعتبر ود مدني من أهم المدن السودانية بعد العاصمة الخرطوم.
تُعد ود مدني مركزًا اقتصاديًا وإداريًا مهمًا، حيث تقع في منطقة زراعية خصبة وتُعتبر مركزًا لتجارة المحاصيل الزراعية، استعادة السيطرة عليها يُعزز من موقف الجيش السوداني ويفتح الطريق نحو استعادة المزيد من المناطق الحيوية.
وقد بدأ الجيش السوداني هجومه على ود مدني من عدة محاور، حيث تقدم بثبات نحو المدينة. وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش اقتحم المدخل الشرقي للمدينة، مما أدى إلى انسحاب قوات الدعم السريع دون قتال كبير. هذا التقدم السريع يعكس التخطيط المحكم والقدرات العسكرية المتزايدة للجيش السوداني.
شهدت مدن سودانية عدة، بما في ذلك عطبرة وبورتسودان وأم درمان وكوستي، احتفالات شعبية عفوية تعبيرًا عن الفرحة باستعادة ود مدني. شارك المواطنون في مسيرات داعمة للجيش، مؤكدين دعمهم للخطوات التي يتخذها لاستعادة الاستقرار في البلاد.
حيث استعادة ود مدني تُشكل نقطة تحول في الصراع، حيث تُضعف من قدرات قوات الدعم السريع وتُعزز من سيطرة الجيش على المناطق الوسطى من البلاد، وهذا التقدم قد يدفع نحو استقرار الأوضاع الأمنية ويفتح المجال أمام جهود المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار.
على الرغم من هذا الانتصار، يواجه السودان تحديات كبيرة، بما في ذلك إعادة النازحين، وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، وتحقيق توافق سياسي بين مختلف الأطراف لضمان عدم تجدد الصراعات.
بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات الدعم السريع، سيطر الجيش السوداني، أمس السبت، على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، ما يفتح أمامه المجال لتحقيق مكاسب عسكرية عديدة.
إذ تتعزز بهذه الخطوة قبضة الجيش على مدينة استراتيجية تُعتبر حلقة وصل بين مختلف مناطق البلاد.
كما أن تواجده في ود مدني يسهل من مهمته في إحكام قبضته على العاصمة الخرطوم، التي تحاذيها من الجنوب، وطرد قوات الدعم السريع منها، وفق ما أكد مراقبون.
وفي السياق أوضح الخبير الاستراتيجي أسامة محمد أحمد أن تمركز الطيران المروحي في ود مدني سيتيح إسنادا سريعا للقوات البرية في معارك الخرطوم، حسب ما نقلت "الأناضول".
كما اعتبر اللواء المتقاعد أن "هذا الانتصار العسكري للجيش سيؤدي إلى انهيار معنويات الدعم السريع".
هذا وتكمن أهمية السيطرة على ود مدني في موقعها الاستراتيجي، حيث تتوسط البلاد، ما يجعلها حلقة وصل حيوية بين مختلف ولايات البلاد، وفق مراقبين.
إذ تربط هذه المدينة بين ولايات سنار والنيل الأزرق جنوبا، والقضارف وكسلا وبورتسودان شرقا، والنيل الأبيض وكردفان ودارفور غربًا، بالإضافة إلى نهر النيل والشمالية والخرطوم شمالا.
وتتكون الخرطوم باعتبارها عاصمة السودان من 3 مدن هي الخرطوم (جنوب شرق) وبحري (شمال شرق) وأم درمان (غربا) وترتبط فيما بينها بجسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.
فيما يسيطر الجيش حاليا، على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.
أما في بحري، فيُحكم الجيش قبضته على شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي يسيطر عليها الدعم السريع، بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.
في الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب، والشجرة، وجزء من منطقة جبرة.
بينما تسيطر قوات الدعم السريع، على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهدت البلاد مواجهات عنيفة أدت إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين. في ديسمبر 2023، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدن عدة في ولاية الجزيرة، بما في ذلك ود مدني، مما شكل تهديدًا مباشرًا للعاصمة الخرطوم نظرًا لقربها الجغرافي.
في حين تتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
ويُعد تقدم الجيش السوداني واستعادته لمدينة ود مدني خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار في البلاد. هذا الإنجاز يُبرز أهمية الوحدة الوطنية والتكاتف بين مختلف مكونات المجتمع السوداني لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.