رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الوجه الآخر للرجل الغامض فلاديمير بوتين ..شارك في ذا فويس ومن عشاق فريق البيتلز البريطاني

نشر
بوتين
بوتين

يحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ال69 الذي قضى 16 عاما في الاستخبارات السوفيتية وأكثر من 20عاما رئيسا لروسيا ،وكالسنوات السابقة فسيتم الاحتفال مع أصدقائه بلعب الهوكي أو في التايغا الروسية بحسب الكرملين .

ولد فلاديمير فلاديميروفتش بوتين في ليننغرد ( بطرسبرغ) حاليًا في روسيا في 7 أكتوبر 1952 ونشأ مع عائلته في شقة مجتمعية كان والده عاملا في إصلاح القطارات أصيب في الحرب العالمية الثانية وأمه التي يعتقد أنها يهودية ويعرف أن اليهود ينسبون ديانة الأبناء لأمهم، دون أن ننسى أن روسيا الشيوعية بعيدة عن الأديان، ولكن نضعها في عين الاعتبار، كانت عاملة في أحد المصانع.

شقيق بوتين الأكبر توفى وهو طفل. عانت الأسرة كثيراً بعد حصار لينينجراد وهو الاسم الذي كان يطلق قديما على سانت بطرسبرج، وتأثرت حالة والدته الصحية كثيراً فضعف العائد المادي واضطرت الأسرة للانتقال لشقة ضيقة جداً وأكثر فقرا دون ماء ساخن في عز برد روسيا ودون حمام خاص.

 

كان بوتين يقضى ساعات في مطاردة الفئران على سلالم المبنى. جده لأبيه كان طاهيا متميزا عمل لدى لينين ثم ستالين ويقال إنه كان عميلا للكى جى بى، المخابرات الروسية، ونقل الكثير من طريقته فى التفكير لحفيده وتوفى عندما كان فى الثالثة عشرة من عمره.وانضم لمدارس متوسطة وثانوية محلية حيث كانت له ميول رياضية، وبعد أن تخرج من جامعة ولاية ليننغراد فيي تخصص القانون عام 1975 بدأ بوتن مسيرته في الاستخبارات السوفييتية ضابط استخبارات، وقد ظل يشغل هذا المنصب في ألمانيا الشرقية حتى عام 1990 ثم تقاعد برتبة مقدم.

وعند عودته لروسيا شغل بوتن منصبًا إداريًا في جامعة ليننغراد، ثم بعد انهيار الشيوعية عام 1991 أصبح مستشارًا للسياسي الليبرالي أناتولي سوبتشاك، وعندما انتخب سوبتشاك رئيسا لبلدية ليننغراد في وقت لاحق من العام ذاته أصبح بوتن مسؤول العلاقات الخارجية لديه، ومع حلول عام 1994 أصبح بوتن أول نائب رئيس عمدة لسوبتشاك.

بعد هزيمة سوبتشاك عام 1996 استقال بوتن من منصبه وانتقل إلى موسكو، وهناك عين عام 1998 نائب رئيس الإدارة في إدارة بوريس يلسن، حيث كان مسؤولًا عن علاقات الكرملين مع الحكومات الأخرى في المنطقة.

وبعد ذلك بوقت قصير عُين بوتن رئيسًا لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وهو أحد أذرع الاستخبارات السوفييتية سابقًا، ورئيسًا لمجلس أمن يلسن، وفي أغسطس عام 1999 أقال يلسن رئيس الوزراء آنذاك سيرغي ستاباسين وجميع وزرائه ورشح بوتن لخلافته.

بوتين رئيسًا لروسيا
فى مارس عام 2000 انتخب بوتين للدورة الأولى فى الانتخابات الرئاسية الروسية بأصوات بلغت نسبتها 53% من إجمالي الأصوات، عندها وعد بوتين بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، فأعاد هيكلة الحكومة وشن حملة تحقيقات في جرائم متعلقة بالمعاملات التجارية لمواطنين روس في مناصب رفيعة، كما واصل حملة الجيش الروسي العسكرية على الشيشان.

وفي سبتمبر عام 2001 أعلن بوتين ردًا على الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة، عن تضامن روسيا مع الولايات المتحدة في حملتها ضد الإرهاب، إلا أنه عندما تحولت “الحرب الأمريكية على الإرهاب” للتركيز على تنحية الرئيس العراقي صدام حسين، انضم بوتن إلى المستشار الألماني غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك في معارضتهم للمخطط الأمريكي.

ثم في عام 2004 أعيد انتخاب بوتين لمنصب الرئاسة وفي أبريل من العام التالي أجرى زيارة تاريخية لإسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، فكانت تلك أول زيارة لإسرائيل يقوم بها رئيس للكرملين.

بعد ذلك لم يتمكن بوتين من الترشح للرئاسة عام 2008 لأنه كان مقيدا بطول الفترة الرئاسية حسب الدستور الروسي، إلا أنه في ذلك العام تم تمديد الفترة الرئاسية في الدستور من أربع سنوات إلى ست، وعندما نجح تلميذه ديمتري ميدفيدف في الانتخابات الرئاسية في مارس عام 2008 عين بوتن رئيس وزراء على الفور، وهو ما أتاح الفرصة لبوتن للحفاظ على موقع رئيسي مؤثر على مدى السنوات الأربعة التالية.

في 4 مارس عام 2012 أعيد انتخاب فلاديمير بوتن لفترة رئاسية ثالثة، فبعد مظاهرات واسعة عمت البلاد وأخبار عن عمليات تزوير تخللت الانتخابات تم تنصيبه في السابع من مايو عام 2012، وبعد استلامه المنصب بفترة وجيزة عين مدفيدف رئيسًا للوزراء.

في عام 1980 التقى بوتين بليودميلا التي أصبحت زوجه فيما بعد، وكانت تعمل مضيفة طيران آنذاك، ليتزوجا عام 1983 وينجبا ابنتين، هما ماريا التي ولدت عام 1985 وييكاترينا التي ولدت عام 1986. يونيو من عام 2013 تقريبًا أي بعد ثلاثين عامًا من الزواج أعلن الزوجان عن اعتزامهما الطلاق وقدما لذلك تفسيرات مقتضبة إلا أنهما أكدا أن القرار اتخذ من كلا الطرفين بالتراضي. أما من حيث ديانة فلاديمير بوتين ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسيحية من الروم .
حصل بوتن على الحزام الأسود في رياضة الجودو عندما كان في الثامنة عشر من عمره وهو لايزال يمارس رياضات الدفاع عن النفس حيث يصفها بأنها فلسفة حياة.
انضم بوتن إلى الاستخبارات السوفييتية مباشرة بعد تخرجه من الجامعة وقضى فترة الثمانينات وهو يساعد الشرطة السرية السوفييتية على تجنيد أشخاص يتجسسون على الغرب.
لدى بوتن كلاب أليفة يحبها كثيرًا ويصطحبها إلى المحادثات السياسية، حيث يشير البعض إلى أنه يسعى بذلك إلى إخافة قادة العالم، ولعل من أشهر الحوادث على ذلك اصطحابه لكلب اللابرادور الخاص به في اجتماع عقده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع علمه بخوفها من الكلاب.
يتحدث بوتن الألمانية بطلاقة إلا أنه لا يجيد الإنجليزية جيدًا..حصل عام 2007 على شخصية العام من مجلة التايم. حصل في عام 2015 على الرقم واحد ضمن قائمة أفضل 100 شخص أكثر تأثيرا في العالم. كما حصل في أعوام 2013 و2014 و2015 و2016 على المركز الأول في قائمة فوربس للناس الأكثر نفوذا في العالم. بالرغم من كل هذا فقد عانى الاقتصاد الروسي من أزمات متتالية خلال عهد بوتين كما تدهورت الحريات السياسية وتم تضييق الخناق عليها بشكل وُصف “بالرهيب”.
أليكسي نافالني أبرز معارضى بوتين
ناشط سياسي ومحامي روسي شهير، اشتهر لأول مرة في عام 2011 عندما قاد حركة احتجاجية ضد الحكومة الروسية، وهو مؤسس هيئة مكافحة الفساد في روسيا ويعد أحد أشهر المعارضين السياسيين لبوتين.

أطلق نافالني حملة واسعة للقبول بالانتخابات الرئاسية ويعتبر هذا الحدث من أهم الأحداث السياسية في روسيا الحديثة، حقق شهرة واسعة جدًا في روسيا وتحدثت عنه كافة وسائل الإعلام الروسية لجرأته في فضح قضايا فساد كبرى في روسيا طالت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد تعرض للسجن لمرات كثيرة
وُلد ألكسي نافالني في 4 – يونيو – 1976 في قرية صغيرة قرب موسكو، والده أنتانولي إيفانوفيتش كان يعمل ضابط عسكري في الجيش الروسي، ووالدته ليودميلا إيفانوفنا.

بسبب ظروف عمل والده فقد سافر كثيرًا في طفولته وتنقل بين عدة مدن روسية، ولكنه كان شديد الاهتمام بالدراسة والتحصيل العلمي، فبعد نيله شهادة التعليم الثانوي انتسب لجامعة الصداقة الشعبية الروسية في موسكو وحصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق عام 1997.

تابع بعدها دراساته العليا في الأكاديمية المالية التي تتبع لحكومة الاتحاد الروسي ليتخرج منها كخبير اقتصادي من الدرجة الثانية وذلك في عام 2001.
في عام 2004 أسس ألكسي نافالني “لجنة حماية موسكو”، ومن خلال هذه اللجنة تم تحديد حوالي 100 مبادرة بمشاركة مجموعة من المعارضين للتوسع العشوائي. ساهمت في إلغاء العديد من المنشآت التي كان من الممكن أن تضر بالسكان.

وفي عام 2008 ذاع صيت أليكسي نافالني وازداد عدد الناس الذين يدعمونه بعد نشره للكثير من الوثائق التي تشير إلى اختلاس أموال وعمليات نصب كبرى تقوم بها شركات حكومية روسية مرموقة.

وعلى اعتبار أن أليكس نافالني محاميًا فقد عمل على تأسيس “اتحاد مساهمي الأقلية” ورفع العديد من الدعاوى القضائية على شركات مهمة منها “غاز بروم”، و”غاز بروممنفت”، و”روسنفت”، و”ترانسيفت” لصالح الأشخاص المساهمين العاديين في هذه الشركات ليحصلوا على حقوقهم التي استولى عليها كبار المساهمين التابعين للحكومة الروسية.

في عام 2010 وفي سياق مناهضة الفساد والجهات التي تدعمه أنشأ أليكسي نافالني مشروع المنافسة غير العادلة والاحتيال خلال الصفقات العامة “RosPil”، حيث قام فريق من المحامين بتفصيل كافة النفقات الأساسية للهيئات والمؤسسات الحكومية، وقدموا طعونًا في الكثير من الانتهاكات في المحكمة واقترحوا عددًا من القوانين لتحسين التشريعات العائدة للمشتريات العامة.

في عام 2011 أسس نافالني مؤسسة مكافحة الفساد في روسيا بوصفها أكبر منظمة عامة مستقلة لمكافحة الفساد في روسيا، وفي الوقت الراهن ضمن المؤسسة أكثر من 30 موظف بين محاميين واقتصاديين ومئات المتطوعين الداعمين لعمل المؤسسة، والتي تقوم بوضع مشاريع قوانين للمساهمة في مكافحة الفساد والتسيب والهدر في الأموال العامة الذي يقوم به كبار المسئولين في الحكومة الروسية.

كما أن هذه المؤسسة تعمل على كشف الوثائق والتحقيقات في ما يخص الثراء الفاحش للكثير من المسئولين من نواب ووزراء.

بعد ملاحظة أليكسي نافالني لحجم الهدر في أموال الشعب على يد المسؤولين عمل عام 2012 على صياغة قانون يمنع المسؤولين في الحكومة الروسية من شراء سيارات أجنبية تفوق قيمتها 1.5 روبل على نفقة الحكومة الروسية؛ وهذا القانون يعتبر سابقة في تاريخ روسيا.

وقد صوت لهذا القانون ما يفوق 100 ألف شخص في استفتاء عبر الإنترنت، وبعدها عملت الحكومة الروسية على وضع لائحة تمنع المسؤولين من شراء السيارات الباهظة من أموال الشعب.

وبالإضافة لمكافحة الفساد فإن عمل أليكسي نافالني تضمن الكثير من المشاريع الاجتماعية التي تسعى لفرض رقابة على كفاءة الشوارع والمرافق العامة، حيث أنه وبفضل مشروع “RosYama” استطاع ما يقارب الـ 20 ألف سائق التقدم بشكاوى تخص الطرق السيئة والتي تحتاج إلى صيانة مما أجبر الحكومة على القيام بأعمال الإصلاح والصيانة لهذه الطرق.

كما وكان لمشروع “RosZyKh” الذي دعمه أليكسي دور في إيجاد الحلول لمئات الانتهاكات في مجال صيانة المرافق العامة واستطاع عشرات الآلاف من المواطنين دفع الحكومة لحل مشاكل النظافة والتدفئة والكثير من الخدمات المرفقية الأخرى.

في عام 2013 رشح أليكسي نافالني نفسه لمنصب رئاسة بلدية موسكو واحتل المركز الثاني فيها، وقد كانت الإحصائيات تشير إلى تقدمه بنسبة 27% من الأصوات حيث كان مرغوبًا من سكان مدينة موسكو الذين فضلوه على عدد من المرشحين. وأجرى خلال هذه الانتخابات لقاءات عديدة مع الناخبين وزار الكثير من الأحياء المعدمة والتي تحتاج إلى تطوير واستمع إلى مشاكل الناس فيها.

وبسبب مواقف أليكسي المحاربة للفساد بكافة أشكاله فقد حاربه الكثير من المسؤولين ونشروا تقارير كاذبة عنه، ولكنه استمر في نضاله ضد الفساد إلى أن وصل الضغط لعائلته حيث اعتُقل شقيقه الأصغر بعد أن لفقوا له تهمًا كاذبة.

كما وضع أليكسي تحت الإقامة الجبرية لعام كامل وقد صرح عدة مرات أن كافة الضغوطات التي تعرض لها ومهما بلغت لن تثنيه عن الاستمرار بالعمل والنضال لتحقيق العدالة والمساواة وإعادة الحقوق لأصحابها.

في عام 2014 أحدث أليكسي نافالني تغيرًا مهمًا في هيئة مكافحة الفساد وذلك عن طريق إطلاق مبادرات تشريعية غير تابعة للحكومة والتي تتحدث بشكل صريح عن حظر الثراء غير المشروع، وذلك من خلال فرض رقابة مشددة على أموال المسؤولين ومصاريفهم، بحيث أنه على كل مسؤول الحديث بصراحة على مصدر الأموال التي ينفقها على قصوره وطائراته وغيرها من المظاهر التي تشير إلى الثراء الفاحش.

نشر أليكسي نافالني في عام 2015 فيلم وثائقي بعنوان “تشيكا” وتحدث الفيلم عن علاقة المدعي العام الروسي “يوري تشيكا” بعصابة تسابوك وهي عائلة تمتهن الإجرام والسرقة والنهب، وقد حاز الفيلم على عدد من الجوائز ووصل عدد مشاهداته لما يزيد عن 5 ملايين مشاهدة.

استمر أليكسي في نشر الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الفساد المنتشر في صفوف المسئولين الكبار، ومن بينهم رئيس الوزراء “إيغور شوفالوف” والذي تخصص زوجته طائرة خاصة تنقل فيها كلابها للمشاركة في عروض عالمية، كما وتحدث نافالني لأول مرة في روسيا عن القصر الأسطوري لرئيس الوزراء “دمتري ميدفيديف” والذي تصل تكلفته لحدود 30 مليار روبل.

بدأ أليكسي نافاليني بالحديث عن وجوب إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيه في روسيا، حيث يجب على كافة المرشحين المشاركة فيها ويتم اختيار الرئيس بناءً على رغبة الشعب، وقام نافالني بترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية ودخل الحملة الانتخابية بقوة حيث أنه وخلال أربعة أشهر افتتح 19 مقرًا لدعمه على كافة الأراضي الروسية وتطوع ما يزيد عن 80 ألف شخص لدعمه في الانتخابات.

لكن وفي 25 – ديسمبر -2017 رفضت اللجنة المركزية للانتخابات طلب أليكسي نافالني للترشح للانتخابات الرئاسية في روسيا والسبب هو الاتهامات التي كانت موجهة له سابقًا وأنه يوجد بحقه أحكام قضائية الأمر الذي يتعارض مع الدستور الروسي.

وعلى الرغم من أن نافالني قدم طلب استئناف للحكم أمام اللجنة القضائية العليا إلا أنه بقي ساري المفعول، مما دفع أليكسي نافالني للدعوة لاحتجاج مدني ضد الانتخابات.
في شهر أغسطس من عام 2020 دخل أليكسي نافالني المشفى في مدينة برلين الألمانية وهو في حالة خطرة نتيجة لتسممه بغاز الأعصاب، واستمر علاجه لمدة شهر خرج بعدها من المشفى ليصرح مسؤولية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسممه.

وفي الشهر الأول من عام 2021 عاد أليكسي نافالني إلى روسيا ليتم اعتقاله بتهمة عدم امتثاله لأوامر الإفراج المشروط في عام 2014. وفي 2 فبراير من هذا العام حكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف يقضيها في مستعمرة إصلاحية في فلاديمير أوبلاست.

أعلن أليكسي بعد هذا الحكم الجائر عن إضراب عن الطعام استمر لمدة 24 يومًا، حيث قام بإنهائه بعد أن ناشده العديد من الأطباء تناول الطعام خوفًا على حياته وذلك عد تدهور حالته الصحية بشكل كبير.