رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

لماذا رفض بايدن مقابلة الرئيس الفلسطيني؟.. تفاصيل

نشر
بايدن وابو مازن
بايدن وابو مازن

رفض الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مقابلة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة بناء على طلب الأخير وذلك حسب مصادر إعلام تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويأتي رفض بايدن لمقابلة أبومازن، عقب كلمة الرئيس الفلسطيني في اجتماع الأمم المتحدة، والذي قال فيها «يجري حاليًا حوار بناء مع الإدارة الأمريكية لاستعادة العلاقات ووضع خطوات تتضمن التزام سلطات الاحتلال بالاتفاقيات الموقعة»، و«إن سلطة الاحتلال (إسرائيل) تسن القوانين وتعقد المحاكمات لطرد الفلسطينيين من أحياء الشيخ جراح وسلوان».

 

وأمهل أبومازن خلالها إسرائيل عاما واحدا للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية.

 

وألمح الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إمكانية سحب الاعتراف بإسرائيل حال عدم انسحابها من الأراضي الفلسطينية وحيلولتها دون تحقيق حل الدولتين بقوله: «إنه حال عدم تحقيق ذلك فلماذا يبقى الاعتراف بإسرائيل قائمًا على أساس حدود عام 1967؟ لماذا يبقى هذا الاعتراف؟».

سبب رفض بايدن مقابلة أبومازن

ويرى المراقبون أن رفض بايدن مقابلة أبومازن، هو بمثابة انقلاب لرؤية بادين للقضية الفلسطينية، إذ أن هناك تقرير صادر منذ عدة أشهر عن الخارجية الأمريكية تؤكد خلاله أن إداة بايدن تعتبر الضفة الغربية أرضا “محتلة من قبل إسرائيل، وذلك على خلاف ما جاء في تقرير الخارجية الأمريكية السنوي للحقوق الانسان والذي امتنعت فيه عن وصف الضفة الغربية صراحة بـ”الأرض المحتلة” من قبل إسرائيل، لتحذو بذلك حذو إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب التي تخلت عن هذا التوصيف في تقاريرها السابقة.

 

وفي ذات السياق فقد أجمع القادة والمسؤولين الدوليين والأمميين في كلماتهم وخطاباتهم أمام الدورة الـ ٧٦ للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو الضامن الأساس للأمن والاستقرار في المنطقة.

 

وأكد الرئيس الأمريكي، أن دولة فلسطينية وديمقراطية ذات سيادة هي الحل الأفضل لضمان مستقبل وأمن إسرائيل، وهو ما يعتبر موقفا أمريكيا متقدما ينسجم وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتنبع أهميته أيضا من الثقل الذي تحظى به الولايات المتحدة الأمريكية سواء فيما يتعلق برعايتها لعملية السلام أو بعلاقتها المميزة مع الاطراف كافة، وهو يمثل أيضا إعلان واضح من جانب واشنطن بأهمية القضية الفلسطينية وضرورة بذل المزيد من الجهود لحلها على أساس رؤية حل الدولتين.

 

وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي يرى نفسه بعيدا عن تحقيق هذا الهدف في الوقت الحالي، إلا أنه أردف قائلا: “يجب أن لا نسمح لأنفسنا بالتخلي عن إمكانية إحراز تقدم على طريق تحقيقه”، ليظل رفض بايدن مقابلة أبومازن أمرا محيرا أمام المراقبون والذ يعد بمثابة تراجع عن موقفه، أم أن هناك أمورا أخرى تجرى في الكواليس لم تعلن حتى الآن؟

أول اتصال تلقاه الرئيس الفلسطيني من الرئيس الأمريكي

يذكر أن أول اتصال تلقاه الرئيس الفلسطيني من الرئيس الأمريكي، كان في مايو الماضي، وتم خلاله الحديث عن آخر التطورات والأحداث الجارية”، حيث أطلع عباس بايدن، على الاعتداءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة الغربية من “آلة الحرب الإسرائيلية التي تسببت في قتل المئات” من أبنائه وجرح الآلاف وتشريد آلاف العائلات من منازلهم التي تم تدميرها في غزة والضفة “وإرهاب المستوطنين المتطرفين في القدس والضفة، والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ومنعهم من الوصول إلى المسجد الاقصى وكنيسة القيامة ومحاولات سرقة” الأراضي الفلسطينية في الشيخ جراح.

 

وطالب عباس بايدن “بتدخل الإدارة الأمريكية لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية” على أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، وأبلغه بأنه “أجرى اتصالات واسعة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي… والوصول إلى التهدئة”.

 

وشدد بايدن، على ضرورة تحقيق التهدئة وخفض العنف في المنطقة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تبذل جهودا مع الأطراف المعنية من أجل تحقيق هذا الهدف”.

 

وأكد بايدن “التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين، وأهمية إعطاء أمل للشعب الفلسطيني في تحقيق السلام”.

 

وشدد الرئيس الأمريكي، على معارضة إدارته “لأية إجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان، وأنها تعارض كذلك إجلاء الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح والقدس الشرقية، مؤكدا ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في الحرم الشريف”.

 

ويبقى السؤال.. هل تبقى إدارة بايدن على موقفها الرافض للانتهاكات الإسرائيلية لاسيما بعد المهلة التي منحها الرئيس الفلسطيني لإسرائيل بضرورة الانسحاب خلال عام؟