رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عُمان بين الموقف الحيادي ومحاولات حل الأزمة اليمنية

نشر
عمان
عمان

يعيش اليمن حالة من الفوضى والحرب الدامية منذ عام ٢٠١٤ بين القوات الحكومية والحوثيين، الذين يسيطرون على عدة مناطق كبيرة في اليمن.

 

ويعد هذا النزاع القائم حتى الآن راح ضحيته أكثر من ١٥ ألف قتيل والعديد من الجرحى، الأمر الذي أدى إلى انتشار الفقر والأمراض والأوبئة مثل الكوليرا في مناطق عديدة باليمن.

 

وأكد المبعوث الأممي، في اليمن مارتن غريفيتيس، في وقت سابق أن من الضروري إجراء محادثات للتوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف في اليمن ويقضي على تلك الحرب الدامية.

 

وظهر دور سلطنة عُمان في الملف اليمني بشكل كبير بعد أن كانت عُمان محطة للحوثيين فكان يستقبل جرحي حوثيين في مستشفياته.

 

وبحكم العلاقة مع إيران استطاعت عُمان أن تقف على الحياد مع التحالف السعودي الإماراتي والحوثيين، والذي عزز من موقف عمان في هذا الملف هي الحيادية التي ظهرت بها في الأزمة السعودية القطرية في مايو عام ٢٠١٧، على عكس بعض الدول الأخرى مثل الإمارات والبحرين.

 

وعلى الرغم من أن موقف عُمان الاستراتيجي يعطيها الحق في حل الأزمة اليمنية، إلا أنها قد خرجت مؤخرًا عن صمتها وبدأت في محاولات عديدة لحل الأزمة في اليمن وذلك بعد زيارة نائب وزير الدفاع السعودي للسلطان قابوس في نهاية ٢٠١٩، والتي تعتبر نقطة أساسية وسط الجهود التي تبذلها عمان والكويت لدفع السلطات في اليمن إلى ضرورة الحوار البناء الذي من الممكن أن يساعد في إعادة إعمار اليمن بعد تدورها.

 

هذه الجهود التي تبذلها عُمان هي نتيجة لمطالب من اليمنين، ويعد هذا تغيير جذري في الموقف العماني لحل الأزمة اليمنية.

 

وهناك اتفاق بين السعودية وحكومة بايدن والأمم المتحدة على أن تكون عُمان هي العامل الأساسي في تقريب وجهات النظر، وضرورة إقناع الحوثيين بأنه لا اختيار أمامهم غير السلام والحوار بين الأشقاء في اليمن، لأن الأزمة في اليمن تزعج دول مجاورة كثيرة في العالم العربي.