رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الوجه الآخر لظاهرة التغير المناخي لكوكب الأرض.. وفصول متغيره في يومٍ واحد

نشر
الأمصار

شهد العام الجاري تغيرات مناخية غير مسبوقة فالتهمت الحرائق تركيا واليونان والجزائر وتونس بجانب غرق الكثير من المدن الأوربية وسيول لم يشهدها العالم من قبل، وعلى عكس الطبيعة المناخية لإنجلترا وروسيا ضربتها موجة حارة أودت بحياة المئات من المواطنين، فيرى الباحثون أن ظاهرة التغير المناخي لكوكب الأرض لم تعد ظاهرة جغرافية لها تبعيات وآثار بيئية أكثر من أنها ظاهرة ذات أبعاد سياسية قد تغير فى شكل العالم مستقبلًا، فما الذى أدى إلى ذلك؟

وبحسب آخر الدراسات والتقارير البيئية ارتفعت درجة حرارة الأرض بشكل غير مسبوق لتسجل زيادة درجة ونصف عما كانت عليه درجة حرارة الأرض قبل الثورة الصناعية، وتعد نسبة لا يستهان بها فتأثير هذه الزيادة قد يصل إلى تغير كارثي كاختفاء دول من على خريطة العالم.

الاحتباس الحراري
ويرجع سبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بهذا الشكل إلى ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري وتعنى “الغازات الناتجة عن الانبعاثات الحرارية وخصوصًا حرق الوقود الأحفوري كالفحم والغاز والبترول ”
وعوامل أخرى كالتطور الصناعي للمدن والدول التي تسعى لتبنى التكنولوجيا الصناعية التى لها تبعيات كارثية على المناخ والطقس وهذا ما جعل الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الدولية تطلق تحذيرات للدول الصناعية بتقليل انبعاثات هذه الغازات منعًا لزيادة درجة حرارة الأرض.

وإذا استمرت العوامل المؤدية إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بهذا الشكل فسوف يشهد العالم على مدار الأعوام القادمة حتى بلوغ الذروة بحلول عام 2050 كوارث وأوبئة وأمراض قد تطيح بنصف سكان العالم وبحسب العلماء ستختفى الجزر والمدن السياحية بفعل زيادة منسوب المياه فى البحار، فضلًا عن جفاف مياه الأنهار والبحيرات والتي سوف تؤثر في 2مليار إنسان حول العالم، وسوف يعانى نصف سكان الأرض من الأوبئة والأمراض والفيروسات الخطيرة وانقلاب الطبيعة بشكل كارثي على الإنسان بالبراكين والأعاصير والفيضانات والزلازل وقد يعيش العالم الأربعة فصول المناخية فى يومًا واحد.

حروب البقاء 2030
وكانت ولا زالت الحروب تُقام على النفوذ والسيطرة والتوسع والهيمنة ولكن بحلول عام 2030 فى حال استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض سيشهد العالم حروب البقاء المتمثلة فى الحرب على المياه و الغذاء من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للشعوب وستتحول حروب الغاز والبترول من ألعاب سياسية هدفها فرض النفوذ والقوة إلى احتياجات أساسية لاستمرار الصناعات فى البلاد فسوف تلجأ الدول إلى الحروب من أجل توفير الحاجات الأساسية لشعوبها والقيادات التي سوف تعجز عن ذلك ستشهد ثورات أهلية تطيح بحكوماتها.

الدول العظمى
وتستعد الدول العظمى من الآن لتوفير وتخزين أكبر قدر ممكن من الاحتياجات الأساسية للمحاصيل الزراعية فى مخازن عملاقة، وإقامة مقرات حكومية كاملة تحت الارض تحسبًا لوقوع أية كارثة بيئية، بجانب تسابق الدول العظمى على امتلاك وتطوير سلاح التحكم فى الطقس
كالكيمتريل.

الكيمتريل
ويعد أحد أشهر أسلحة التحكم فى الطقس وهو عبارة عن مركبات كيماوية يمكن نشرها على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر جوية معينة. ويؤدي إطلاق إحدى الطائرات غاز “الكيمتريل” في الهواء الى تغيرات في مسارات الرياح المعتادة وتغيرات أخرى غير مألوفة في الطقس تنتج عنها صواعق وبرق ورعد وجفاف دون سقوط أي أمطار.

ورغم التداعيات الكارثية هذه، إلا أن الكيمتريل يمكن استخدامه في المجالات السلمية النفعية حيث له دور فعال في التقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أنه مفيد جدا في ظاهرة “الاستمتار الصناعى في المناطق القاحلة.

إلا أن واشنطن استخدمت تلك التقنية في الأغراض الاستعمارية ليصبح الكيمتريل أحدث أسلحة الدمار الشامل،

وقد اكتشف الكيمتريل من قبل الاتحاد السوفيتي السابق، إذ تفوق مبكرًا على أمريكا في مجال الهندسة المناخية عندما حصل على نتائج دراسات قديمة في أوائل القرن الماضي للباحث الصربي نيقولا تيسلا. وانتقل علم الهندسة المناخية من الاتحاد السوفيتي إلى الصين .

وعرفت أمريكا بـ “الكيمتريل ” مع انهيار الاتحاد السوفيتي وهجرة الباحث الصربي نيقولا تيسلا والعلماء الروس إلى أمريكا وأوروبا وإسرائيل‏. وتطورت أبحاث الكيمتريل على يد واشنطن وتوصلت إلى قواعد علمية وتطبيقات تؤدي إلى الدمار الشامل.

وقد نجحت واشنطن في انتزاع موافقة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية عام ‏2000‏ علي استخدامها تقنية الكيمتريل في تخفيض الاحتباس الحراري على مستوي الكرة الأرضية، رغم مخاوف كثير من العلماء من تأثيراتها الجانبية على صحة الإنسان‏.

أبرز حوادث سلاح التحكم فى الطقس

يذكر أن أسراب الجراد التي هاجمت مصر وشمال إفريقيا وشمال البحر الأحمر ومنطقة جنوب شرق آسيا فوق السعودية والأردن‏ في أواخر عام ‏2004‏ كان السبب الرئيس فيها هو غاز الكيمترل‏ وذلك بعد رش تلك المنطقة بزعم خفض الاحتباس الحراري.

واستخدمت أمريكا سلاح التحكم فى الطقس للمرة الأولى سرًا فوق أجواء كوريا الشمالية، ما أدى إلى جفاف وإتلاف محاصيل الأرز وتسبب في موت الملايين. كما استخدم هذا السلاح أيضًا في منطقة تورا بورا بأفغانستان لتجفيفها ودفع السكان للهجرة.

واكتشف العالم أن هذا السلاح أطلقته “ناسا” عام 1991 فوق العراق والسعودية قبل حرب الخليج الثانية بعد تحميله بالسلالة النشطة من الميكروب المهندس وراثيًا لحساب وزارة الدفاع الأمريكية للاستخدام في الحرب البيولوجية وقد طعم الجنود الأمريكيون باللقاح الواقي من الميكروب، بيد أن 47% منهم عادوا مصابين به وزعمت وزارتا الدفاع والصحة الأمريكيتين أنه مرض غير معروف أطلق عليه “مرض الخليج”‏. واكتشف الحقيقة الطبيب الأمريكي جارث نيكولسون، إذ أشار إلى الأمراض التي يسببها غاز الكيمتريل في الأماكن التي تم إطلاقه فيها ومنها نزيف الأنف وأوبئة الأنفلونزا وفقدان الذاكرة المؤقت‏ وحتى “الإيدز”‏.

إعصار “جونو” الذي ضرب سلطنة عمان وأحدث خرابًا وتدميرًا كبيرًا ثم جنح إلى إيران‏ كان ناجمًا عن استخدام “الكيمتريل”، وأنه صناعة أمريكية وإسرائيلية ، وكانت ايران هي المقصودة بهذا الدمار، لكن بسبب خطأ بعض الحسابات تحول الإعصار إلى سلطنة عمان ولما ذهب إلى إيران كانت قوته التدميرية قد استنفذت، كما استخدمته أمريكا فى حرب فيتنام وتسببت فى هطول الأمطار على مناطق القوات الفيتنامية مما أعاق استمرار تقدم القوات الفيتنامية.

وآخرهم الصين التي استعرضت سلاح التحكم فى الطقس فى اولمبياد 2008عندمت استخدمته لإزالة الغيوم .