رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أمريكا تعيد توزيع الأوراق وفيتنام أولى الرابحين حتى الآن

نشر
الأمصار

وصلت صباح اليوم الأربعاء نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، فيتنام في زيارة لمحاولة لتعزيز تحالفات بلادها في مواجهة الصين التي تسعى أيضًا لكسب فيتنام إلا أن عمليات الإجلاء الفوضوية في أفغانستان تثير الذكرى القاتمة لسقوط سايغون في العام 1975.

كانت حرب فيتنام نزاعًا بين الحكومة الشيوعية لفيتنام الشمالية، وجنوب فيتنام وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة.

كانت حربا طويلة، استمرت حوالي 20 عامًا، ومكلفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ومثيرة للانقسام الشديد بين الأمريكيين.

وتشير عبارة “سقوط سايغون” إلى استيلاء القوات الشيوعية للجيش الشعبي الفيتنامي على مدينة سايغون، عاصمة فيتنام الجنوبية، التي تسمى أيضًا فيت كونغ، واستولى الفيت كونغ على سايغون في 30 أبريل 1975.

وكانت هناك حرب باردة، وكان الشمال مدعومًا من الاتحاد السوفيتي وحلفاء شيوعيين آخرين، بينما كان الجنوب مدعومًا من قبل قوات غربية من بينها مئات الآلاف من القوات الأمريكية.

وسحبت الولايات المتحدة جيشها من فيتنام الجنوبية في عام 1973، وبعد ذلك بعامين أعلنت البلاد استسلامها، بعد أن استولت القوات الشمالية على سايغون – وسمتها فيما بعد مدينة هوشي منه، على اسم الزعيم الفيتنامي الشمالي الراحل.

وتجري هاريس خصوصًا لقاء مع الرئيس الفيتنامي نغوين شوان فوك ورئيس الوزراء فام مينه شينه.

وستتناول معهما تعزيز التعاون الثنائي بين واشنطن والنظام الشيوعي فضلًا عن التحديات التي تطرحها بكين في بحر الصين الجنوبي.

وستحاول التركيز على الأمن الصحي خلال تدشين مكتب إقليمي للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) بعد ظهر اليوم.

المساعدات الأمريكية لفيتنام

وبعدما نجحت فيتنام في احتواء وباء كوفيد-19 في 2020، تواجه راهنا على غرار دول أخرى عدة في المنطقة فورة جديدة في الإصابات ناجمة عن المتحورة دلتا شديدة العدوى.

وتتقدم حملة التلقيح ببطء شديد في البلاد مع حصول أقل من 2 % من السكان البالغ عددهم مئة مليون تقريبا، على اللقاح كاملا.

وسبق للولايات المتحدة أن تبرعت لفيتنام بخمسة ملايين جرعة لقاح.

وأعلنت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، أن الولايات المتحدة ستقدم مليون جرعة إضافية من لقاح فيروس كورونا لفيتنام، في إطار مساعدات إضافية للدولة الآسيوية التي تعاني حاليا من ارتفاع جديد في حالات الإصابة ومعدلات تطعيم منخفضة.

موضحة أن الجرعات ستبدأ في الوصول في غضون الـ 24 ساعة القادمة، وبذلك يرتفع إجمالي التبرعات الأمريكية لفيتنام إلى 6 ملايين جرعة، وفقا لوكالة أنباء فيتنام، وبالإضافة إلى جرعات اللقاح الجديدة، ستقدم الولايات المتحدة 23 مليون دولار في إطار خطة الإنقاذ الأمريكية وتمويل الطوارئ من خلال مراكز السيطرة على الأمراض والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لمساعدة فيتنام على توسيع التوزيع والوصول إلى اللقاحات، ومكافحة فيروس كوفيد-19 والاستعداد لتهديدات الجائحة في المستقبل.

سنغافورة وبحر الصين الجنوبي

في سنغافورة، اتهمت كامالا هاريس أمس الصين بمواصلة “ممارسة الضغوط والإكراه والترهيب والمطالبة بالغالبية العظمى من بحر الصين الجنوبي”.

وتطالب بكين بالسيادة على معظم مساحة البحر الغني بالموارد والذي تعبر خلاله تريليونات الدولارات من التجارة البحرية سنويًا

إلا ان أربع دول من جنوب شرق آسيا هي بروناي وماليزيا والفيليبين وفيتنام فضلًا عن تايوان لديها مطالب سيادية في المنطقة نفسها.

واتهمت بكين بنشر عتاد عسكري في المنطقة من بينها قاذفات

صواريخ وبتجاهل قرار صادر عن محكمة دولية في 2016 اعتبر أن لا اساس لمطالبات الصين.

وردت بكين على نائبة الرئيس الأميركي أمس “يمكن للولايات المتحدة أن تقدح وتذم وتقمع وترهب دولا أخرى من دون أن تدفع أي ثمن تستغل الولايات المتحدة على الدوام القانون لتبرير أنانيتها وتعزيز هيمنتها”.

وتعاني العلاقات بين البلدين من توتر شديد فيما الخلافات بينهما كثيرة من الأمن الالكتروني إلى المنافسة على الهيمنة التكنولوجية مرورًا بانتهاكات حقوق الإنسان في هونغ كونغ وشينج يانغ.

وتواصل إدارة جو بايدن نهج المواجهة نفسه تقريبًا الذي اعتمده دونالد ترامب.

وسعت المسؤولة الأمريكية إلى تهدئة المخاوف من أن التوتر المتصاعد بين الصين والولايات المتحدة سيرغم الدول المرتبطة ارتباطًا وثيقًا مع واحد من البلدين، على اختيار معسكر معين.

وأكدت هاريس “التزامنا في جنوب شرق آسيا ومنطقة الهند-المحيط الهادئ غير موجه ضد أية دولة ولا يهدف إلى ارغام أي كان على الاختيار بين الدول”.

واجتمعت هاريس في وقت سابق اليوم مع الرئيس الفيتنامي نجوين شوان فوك، وأعربت عن تأييدها لفكرة إرسال سفينة إضافية تابعة لخفر السواحل الأمريكي إلى فيتنام، للمساعدة في الدفاع عن مصالحها الأمنية في بحر الصين الجنوبي، منتقدة بشدة توغلات بكين في الممر المائي المتنازع عليه.