مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رسائل ما بعد زيارة واشنطن.. «نتنياهو» يُعيد طرح ملف العلاقة مع سوريا

نشر
نتنياهو
نتنياهو

لم تمرّ زيارة «نتنياهو» إلى واشنطن دون إشارات سياسية لافتة، إذ أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي طرح مسألة العلاقة مع «سوريا»، في خطوة تعكس محاولة قراءة المتغيرات الإقليمية والدولية بعد الحرب على غزة.

وفي التفاصيل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، أن إسرائيل ترغب في إقامة «علاقات مختلفة» مع سوريا، على الرغم من ادعائه بأن «نصف» الجيش السوري يتكون من «جهاديين».

رواية إسرائيلية مُثيرة

جاء ذلك في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، حيث قال نتنياهو: «للأسف، نصف جيشهم من الجهاديين. نود أن نرى ما إذا كان بإمكاننا إقامة علاقات مختلفة مع دمشق».

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع «نتنياهو»، عزمه تسهيل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة برئاسة «أحمد الشرع».

فتح باب العلاقات

قال ترامب: «أنا واثق من أن إسرائيل وهو (أحمد الشرع) سيتمكنان من إيجاد أرضية مشتركة. سأبذل قصارى جهدي لكي يتعايشا حقًا مع بعضهما البعض».

وفي وقت سابق، نقلت قناة «i24» عن مصدر سوري وصفته بالمُقرب من الرئيس «أحمد الشرع»، أن المحادثات بين إسرائيل وسوريا حول اتفاق أمني أحرزت «تقدمًُا كبيرًا» في الأسابيع الأخيرة، مع احتمال التوقيع عليه قريبًا.

إسرائيل تدقُّ طبول الحرب.. وزير بارز يجزم بقُرب الحرب على سوريا

من ناحية أخرى، في مشهد إقليمي يشتعل على حافة الانفجار، تتعالى طبول الحرب من جديد في «الشرق الأوسط»، وهذه المرة من «البوابة الإسرائيلية». ومع تصريحاتٍ نارية لوزير بارز في حكومة «الاحتلال»، تتزايد المخاوف من أن المنطقة تُدفع بخُطى مسرعة نحو مواجهة عسكرية مفتوحة مع «سوريا»، قد تُغيّر خرائط النفوذ وتُعيد رسم قواعد الاشتباك.

وفي التفاصيل، أفاد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، «عميحاي شيكلي»، تعليقًا على تطورات مُحيط «القنيطرة» السورية، بأن «الحرب على سوريا باتت حتمية».

مشاهد تُربك القيادة الإسرائيلية

جاءت تصريحات «شيكلي» عقب تداول مقاطع تظهر تحركات لقوات أمن سورية ومسلحين قُرب مواقع انتشار الجيش الإسرائيلي في ريف القنيطرة، ما اعتبرته تل أبيب «تهديدًا أمنيًا»، رغم أن المنطقة تشهد منذ سنوات اعتداءات إسرائيلية متكررة وتوغلات وانتهاكات مستمرة للسيادة السورية.

زيارة دبلوماسية ميدانية

كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أن حادثة التوتر التي وقعت في القنيطرة بين قوة من الجيش الإسرائيلي ومواطنين سوريين قُرب المدينة تزامنت مع جولة ميدانية أجراها كل من سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «مايك وولز»، وسفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة «داني دانون»، في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، دخل وولز ودانون إلى القنيطرة القديمة خلال الجولة مرتديين معدات حماية، وأجريا تقييمًا ميدانيًا للوضع. وخلال عودتهما إلى المركبات، وقعت «حادثة غير اعتيادية» تمثلت باضطرابات وإطلاق نار بعد مرور الموكب المسلح، ومحاولة الجيش الإسرائيلي، وفق روايته، اعتقال عنصر من حركة الجهاد الإسلامي.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن السفيرين لم يشاهدا الحادثة مباشرة، لكنهما كانا على بُعد مئات الأمتار فقط من موقعها.

إحاطة عسكرية مشتركة

ذكرت «يديعوت أحرنوت»، أن «دانون» تلقى إحاطة فورية من قائد اللواء في المنطقة، وسارع إلى إبلاغ السفير الأمريكي بتفاصيل ما جرى، قبل أن يتلقى الطرفان لاحقًا إحاطات عسكرية حول «التهديدات» على الجبهتين اللبنانية والسورية. وشملت الجولة أيضًا مواقع في الجليل الأعلى المحتل، ومرتفعات الجولان المحتل، إضافة إلى لقاء مع ضابط رفيع في قوة «أندوف» التابعة للأمم المتحدة.

وفي تطور سياسي لافت، نقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، «بنيامين نتنياهو»، عبّر عن غضبه الشديد من تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، «توم باراك»، الذي قال خلال «منتدى الدوحة» إن «ما نجح في هذه المنطقة أكثر من أي شيء آخر هو الملكية».

ترقُّب صراع مُحتمل

وبين ضجيج التصريحات وهدير التحشيد العسكري، يبقى السؤال الأكبر مُعلّقًا: هل تتجه المنطقة فعلًا إلى حرب جديدة، أم أن ما يجري مُجرّد ضغط محسوب لفرض معادلات جديدة؟ ما يبدو واضحًا حتى الآن هو أن الساعات المُقبلة ستكون حاسمة، وأن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة لا يُمكن التنبؤ بنتائجها.

«أشباح تُلاحق نتنياهو».. غضب أمريكي من التصعيد الإسرائيلي في سوريا

في لحظةٍ تتقاطع فيها الحسابات السياسية مع رياح الحرب، عاد «نتنياهو» ليرى «أشباحًا في كل مكان»… أشباح تهديدات، وأشباح نفوذ، وأشباح هواجس لا تهدأ. ضرباتٌ إسرائيلية مُتلاحقة على «سوريا»، تفتح بابًا جديدًا للتوتر، وتدفع «واشنطن» لإطلاق رسائل «انزعاج» لم يعد بالإمكان إخفاؤها.

قلق أمريكي مُتزايد

وفي التفاصيل، أعرب مسؤولان أمريكيان كبار عن مخاوف بلادهما من أن الموجة «المُتصاعدة» من الضربات الإسرائيلية على «سوريا» قد تُفضي إلى زعزعة استقرار البلاد، وتُهدّد الجهود الجارية لإبرام «اتفاق أمني» بين دمشق وتل أبيب.

ونقل موقع «أكسيوس» عن أحد المسؤولين قوله، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: «نُحاول إخبار بيبي بالتوقف عن هذه التصرفات لأنه بذلك سوف يُدمّر نفسه».

استراتيجية واشنطن الشرق أوسطية

بحسب التقرير، فإن دعم جهود الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، لتحقيق الاستقرار وتشجيعه على الانخراط في عملية سلام مع «إسرائيل» يُشكّلان عنصرين رئيسيين في استراتيجية إدارة ترامب بالشرق الأوسط، حيث وقفت الإدارة بشكل مُتكرر إلى جانب حكومة دمشق في نزاعاتها مع إسرائيل.

وجاء تصريح المسؤولين بعد أن نشر الرئيس الأمريكي ترامب، يوم الإثنين، على منصة «تروث سوشيال»، تأييده للشرع، مُعتبرًا أنه «مُهم جدًا أن تُحافظ إسرائيل على حوار قوي وصادق مع سوريا، وألا يحدث ما يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مُزدهرة». وتحدث «ترامب» مع «نتنياهو» بعد فترة قصيرة من النشر، ودعاه إلى واشنطن.

قرارات تُغضب واشنطن

من جهة أخرى، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن اعتقادهم بأن «نتنياهو» يتدخل بطرق «غير مُفيدة»، حيث أمر بعدة مناسبات باتخاذ إجراءات عسكرية عبر الحدود في «سوريا»، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تعرّضت قوات إسرائيلية كانت تجري غارة على بعد أقل من (10) أميال داخل الأراضي السورية يوم الجمعة الماضي لإطلاق نار من مسلحين مجهولين بعد اعتقال مُشتبه بهم، ما أدى إلى إصابة (6) جنود إسرائيليين.

غارات تُشعل الغضب السوري

أثناء محاولة سحب قواته، شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية أسفرت عن مقتل (13) سوريًا، كان العديد منهم مدنيين. وأثارت هذه الغارة، التي وقعت خارج الجزء من الأراضي السورية الذي تحتله إسرائيل، غضب الحكومة السورية ودعوات داخلية للانتقام. ونقلًا عن مسؤول أمريكي: «كان السوريون غاضبين جدًا. طالب ناخبوهم بالانتقام لأن مدنيين سوريين قُتلوا».

وأفاد المسؤولون الأمريكيون بأن البيت الأبيض لم يتلق إشعارًا مُسبقًا بالعملية الإسرائيلية، وأن الإسرائيليين لم يُحذّروا سوريا عبر القنوات العسكرية المُعتادة. بينما ادعى مسؤولون إسرائيليون أن المُشتبه بهم كانوا جزءًا من مجموعة تابعة لحماس وحزب الله وكانوا يُخططون لهجمات ضد إسرائيل، وأن بلادهم أبلغت السوريين عبر القنوات الاستخباراتية.

واعترض مسؤولون أمريكيون يعملون على قضايا الشرق الأوسط منذ شهور على ما وصفوه نهج «نتنياهو» المُتمثل في «أطلق النار أولًا، ثم اطرح الأسئلة لاحقًا» تجاه سوريا.

تحذيرات أمريكية شديدة اللهجة

نقلًا عن مسؤول أمريكي رفيع: «سوريا لا تُريد مشاكل مع إسرائيل. هذه ليست لبنان... لكن بيبي يرى أشباحًا في كل مكان»، مُضيفًا: «نُحاول إخبار بيبي بأن عليه التوقف عن هذا لأنه إذا استمر فسوف يُدمّر نفسه - ويُفوّت فرصة دبلوماسية كبيرة ويُحوّل الحكومة السورية الجديدة إلى عدو».

يُذكر أن مشاعر مُماثلة ظهرت سابقًا بعد ضربات إسرائيلية على دمشق في يونيو الماضي، حيث قال مسؤول في البيت الأبيض لأكيسوس آنذاك: «تصرف بيبي كرجل مجنون. إنه يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا يُمكن أن يُقوّض ما يُحاول ترامب القيام به».

ارتباك إسرائيلي من التقارب

من جانبهم، أبدى الإسرائيليون قلقهم من تقبل ترامب للشرع، القائد السابق لتنظيم «القاعدة»، حيث صُدموا من لقاء ترامب معه في «السعودية» في مايو الماضي، وعدم ارتياحهم للودية بين الرجلين خلال لقائهما في المكتب البيضاوي هذا الشهر.

واعترض الإسرائيليون أيضًا على قرار «ترامب» رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. وعلى الرغم من انخراطهم في جهود واشنطن لدفع ميثاق أمني مع سوريا، فقد فعلوا ذلك بحذر وطرحوا مطالب مُتطرفة.

وأكّد مسؤولان أمريكيان، أن إجراءات «نتنياهو» قوّضت جزئيًا العمل على صفقة تأمل واشنطن أن تكون خطوة أولى لانضمام سوريا إلى اتفاقيات «إبراهيم» لاحقًا.

اتصالات لاحتواء الأزمة وفوضى بملف سوريا

منذ يوم الجمعة، أجرى المبعوث الأمريكي إلى سوريا، «توم باراك»، ومسؤولون آخرون محادثات «مُتوترة» مع نظرائهم «الإسرائيليين» حول الموضوع، كما أجروا اتصالات لتهدئة «السوريين» وتجنب مزيد من التصعيد، حيث التقى باراك بالشرع في دمشق يوم الإثنين.

ولفت المسؤولون الأمريكيون إلى «عدم وضوح» من يتولى «ملف سوريا» في حكومة إسرائيل بعد استقالة «رون ديرمر»، صديق نتنياهو المُقرب.

وبينما تتصاعد الانتقادات داخل «واشنطن»، تُحذّر الدوائر السياسية من أن استمرار «نتنياهو» في مواجهة أشباحه قد يدفع المنطقة إلى حافة اشتعال جديد… اشتعالٌ لا تُريد «أمريكا» أن تكون جزءًا منه.

الرئيس الشرع: «سوريا تتقدّم في مفاوضات مع إسرائيل نحو اتفاق مُرتقب»

من ناحية أخرى، تصريح مُفاجئ من الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، يُسلّط الضوء على تحوُّل غير مُتوقّع في السياسة السورية تجاه «إسرائيل». مع تقدُّم المفاوضات، تزداد الأسئلة حول جدوى هذه المحادثات وما إذا كانت ستُثمر عن «اتفاق تاريخي» بين البلدين. في وقت تتغيّر فيه موازين القوى في الشرق الأوسط، يُبرز السؤال: «هل ستتمكّن سوريا من تحقيق سلام دائم مع إسرائيل؟»