مبعوثة بريطانيا: هجوم مسجد حمص يستهدف تقويض السلام بسوريا
أدانت المملكة المتحدة، على لسان مبعوثتها الخاصة إلى الجمهورية العربية السورية، الهجوم الإرهابي الذي استهدف أحد المساجد في مدينة حمص، مؤكدة أن هذا الاعتداء يمثل محاولة خطيرة لتقويض جهود السلام والاستقرار، ويستهدف النسيج المجتمعي والسلم الأهلي في البلاد.
وقالت آن سنو، المبعوثة البريطانية الخاصة إلى سوريا، في منشور عبر منصة “إكس”، إن الهجوم الذي طال المصلين داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في مدينة حمص يُعد “محاولة وحشية لتقويض السلام والاستقرار”، مشددة على أن بلادها تقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لبناء مستقبل آمن ومستقر بعد سنوات طويلة من الصراع.
وأضافت المسؤولة البريطانية أن الحكومة البريطانية ترفض بشكل قاطع جميع أشكال العنف والإرهاب، لا سيما تلك التي تستهدف المدنيين ودور العبادة، مؤكدة أن المساس بأماكن العبادة يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والقانون الدولي، ويقوض أي مساعٍ لإحلال الأمن وإعادة الإعمار في سوريا.
وأكدت سنو أن المملكة المتحدة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستقرار في سوريا، وحماية المدنيين، والحفاظ على السلم الأهلي، مشيرة إلى أهمية توحيد المواقف الدولية في مواجهة الإرهاب بكافة صوره، ومنع الجماعات المتطرفة من استغلال الأوضاع الأمنية الهشة لتنفيذ أجنداتها التخريبية.
ويأتي هذا الموقف البريطاني في وقت يشهد فيه الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص السورية موجة واسعة من الإدانات العربية والإقليمية والدولية. وأسفر الهجوم، الذي وقع أمس، عن سقوط عدد من الضحايا وإصابة آخرين، ما أثار حالة من الغضب والحزن في الأوساط الشعبية والرسمية داخل سوريا وخارجها.
وفي السياق ذاته، شددت عدة دول غربية وعربية على ضرورة حماية دور العبادة في سوريا، واعتبار استهدافها خطًا أحمر لا يمكن التساهل معه، لما يمثله من تهديد مباشر لوحدة المجتمع السوري ومحاولة لإشعال الفتن الطائفية وإعادة إنتاج العنف.
ويرى مراقبون أن الهجوم يأتي في مرحلة حساسة تشهد تحركات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار في عدد من المناطق السورية، ما يعزز فرضية سعي الجماعات الإرهابية إلى إفشال أي تقدم على مسار التهدئة وإعادة البناء. كما يؤكد خبراء في الشأن السوري أن استهداف المساجد ودور العبادة يهدف بالأساس إلى ضرب التعايش المجتمعي، وإثارة الخوف بين المدنيين، وعرقلة أي جهود دولية لإحلال السلام.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أدانت، بدورها، الهجوم، معتبرة أنه يهدف إلى زعزعة استقرار سوريا، فيما دعت أطراف دولية أخرى إلى فتح تحقيق شامل لمحاسبة المسؤولين عن الجريمة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات.
وتؤكد المملكة المتحدة، وفق تصريحات مبعوثتها، التزامها بمواصلة دعم الشعب السوري إنسانيًا وسياسيًا، والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل مكافحة الإرهاب، وتعزيز فرص السلام، وصولًا إلى حل شامل يضمن وحدة سوريا وأمن شعبها.