تركيا تهاجم تصريحات نتنياهو وتصفها بالنهج الهستيري
شنت تركيا هجومًا سياسيًا حادًا على التصريحات الأخيرة الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة خطابه تجاه أنقرة وسياساتها الإقليمية بأنه يعكس «نهجًا هستيريًا» ومبالغًا فيه، في ظل تصاعد التوترات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط.
وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية برهان الدين دوران إن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تُظهر قلقًا غير مبرر ومبالغًا فيه من تنامي النفوذ التركي في المنطقة، واصفًا هذا السلوك بأنه «مثير للسخرية» ولا يستند إلى قراءة واقعية لموازين القوى أو الدور الذي تلعبه أنقرة إقليميًا.
وجاءت تصريحات المسؤول التركي في تدوينة نشرها، الثلاثاء، ردًا على تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال القمة الثلاثية التي عقدت في مدينة القدس المحتلة، بمشاركة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس قبرص نيكوس خريستودوليديس.
وأوضح دوران أن إسرائيل، التي وصفها بأنها «قوة تزعزع الاستقرار في المنطقة»، تُبدي حالة من القلق المتصاعد إزاء الدور التركي المتنامي سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا، لا سيما في الملفات الإقليمية الحساسة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والتوازنات في شرق المتوسط. وأضاف أن تركيا، بقيادة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال سياسات تهدف إلى تحقيق التوازن ومنع التصعيد، مؤكدًا أن أنقرة لا تسعى إلى الهيمنة أو فرض النفوذ بالقوة، كما تروج بعض الأطراف.

وفي هجوم مباشر على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اعتبر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن السياسات التي تنتهجها تل أبيب «جلبت الدماء والدموع إلى المنطقة»، محمّلًا إسرائيل مسؤولية تفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية في الشرق الأوسط.
واتهم دوران إسرائيل بمواصلة سياسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وبتوسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، في انتهاك واضح للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بحسب تعبيره.
كما انتقد المسؤول التركي ما وصفه بـ«التناقض الصارخ» في الخطاب الإسرائيلي، معتبرًا أن اتهام دول أخرى بالسعي وراء أطماع إمبريالية لا ينسجم مع واقع الممارسات الإسرائيلية على الأرض. وقال إن حكومة الاحتلال تحاول تبرير سياساتها التوسعية بذريعة الأمن القومي، في وقت تتهم فيه أطرافًا إقليمية أخرى بالسعي لزعزعة الاستقرار.
وأشار دوران إلى أن إسرائيل نفذت هجمات عسكرية في سبع دول بمنطقة الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، معتبرًا أن هذا السلوك يعكس نهجًا عدوانيًا ممنهجًا، وليس مجرد إجراءات دفاعية كما تدعي تل أبيب. وذهب إلى أبعد من ذلك بوصف حكومة نتنياهو بأنها «كارثة»، ليس فقط على أمن واستقرار المنطقة، بل أيضًا على الداخل الإسرائيلي، في ظل الانقسامات السياسية والأزمات المتلاحقة التي تعيشها إسرائيل.
وفي ختام تصريحاته، شدد المسؤول التركي على أن أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب كل القوى التي تسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن التصعيد الإعلامي والسياسي ضد تركيا يهدف، بحسب تقديره، إلى تشتيت الانتباه عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. وأكد استمرار دعم بلاده السياسي والإنساني للفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم المشروعة في المحافل الدولية.