مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الدبيبة يعلن مقتل رئيس أركان المجلس الرئاسي الليبي

نشر
الأمصار

أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، مقتل رئيس الأركان العامة التابع للمجلس الرئاسي الليبي الفريق محمد الحداد، في حادث وصفه بالغامض، وقع أثناء أداء مهامه الرسمية داخل الأراضي الليبية، ما أعاد حالة من القلق والترقب إلى المشهد السياسي والأمني في البلاد.

وقال رئيس الحكومة الليبية، في بيان رسمي نقلته وسائل إعلام ليبية، إن الفريق محمد الحداد لقي مصرعه خلال مهمة عمل، مؤكدًا أن الجهات المختصة في الدولة باشرت على الفور التحقيق في ملابسات الحادث، للوقوف على أسبابه وظروفه، وكشف جميع التفاصيل المرتبطة به، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة يثبت تورطها.

وأضاف الدبيبة، أن الحداد يُعد من أبرز القيادات العسكرية في ليبيا خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لعب دورًا محوريًا في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية ومحاولة توحيدها، في ظل الانقسام السياسي والأمني الذي تشهده البلاد. واعتبر أن رحيله يمثل «خسارة كبيرة» للمؤسسة العسكرية الليبية، وللجهود المبذولة من أجل تحقيق الاستقرار وتعزيز سلطة الدولة.

وشدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية على أن الحكومة ستتعامل بكل حزم وشفافية مع أي معلومات أو معطيات تتعلق بالحادث، مؤكدًا أن مبدأ المحاسبة سيُطبق دون استثناء، أيا كانت الجهة أو الأطراف المعنية. كما دعا جميع الليبيين إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، وعدم الانسياق وراء الشائعات، حفاظًا على الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة.

ويأتي هذا الإعلان الرسمي بعد أيام من حالة من الغموض الواسع، أعقبت تقارير إعلامية محلية ودولية تحدثت عن فقدان الاتصال بطائرة كانت تقل رئيس الأركان الليبي محمد الحداد وعددًا من مرافقيه، أثناء تنقلاته في مهمة رسمية. وأثارت تلك الأنباء، في حينها، موجة من التساؤلات حول مصير الحداد، في ظل تضارب المعلومات بشأن مكان الحادث وتفاصيله.

وكانت مصادر أمنية ليبية قد أشارت سابقًا إلى أن السلطات فتحت قنوات تواصل مع جهات معنية لتتبع مسار الطائرة والتحقق من ظروف اختفائها، دون صدور تأكيد رسمي حتى إعلان الدبيبة الأخير، الذي حسم الجدل حول مصير رئيس الأركان.

ويُعد الفريق محمد الحداد أحد أبرز القيادات العسكرية التي ارتبط اسمها بمحاولات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، خاصة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. كما لعب دورًا مهمًا في التنسيق مع الأطراف المحلية والدولية المعنية بالملف الأمني، في إطار المساعي الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وتقليص مظاهر التسلح خارج مؤسسات الدولة.

ويرى مراقبون أن مقتل رئيس الأركان قد تكون له تداعيات مباشرة على المشهد الأمني والسياسي في ليبيا، لا سيما في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية، واستمرار الانقسامات بين مختلف القوى. كما يُنتظر أن تلقي نتائج التحقيقات المرتقبة بظلالها على العلاقات بين الأطراف السياسية والعسكرية، داخليًا وخارجيًا.

وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات، أكدت حكومة الوحدة الوطنية الليبية التزامها بمواصلة العمل من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، ومنع أي محاولات لاستغلال الحادث لزعزعة الأمن أو تأجيج الخلافات، مشددة على أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات التكاتف الوطني.