بالانفوجراف| الاندماج النووي.. ترامب يراهن على طاقة المستقبل

جهاد جميل

نشر الخميس 25/ديسمبر/2025 - 06:07 م

في خطوة غير متوقعة تعكس تحوّلًا لافتًا في مسار استثماراته، أعلن عن اندماج ضخم بين مجموعة «ترامب ميديا آند تكنولوجي»، المالكة لمنصة «تروث سوشيال»، وشركة TAE Technologies المتخصصة في تطوير طاقة الاندماج النووي، في صفقة قُدّرت قيمتها بنحو 6 مليارات دولار، لتفتح الباب أمام دخول ترامب رسميًا إلى أحد أكثر قطاعات الطاقة تعقيدًا وطموحًا.

وبحسب تقارير إعلامية غربية، تمثل الصفقة انتقالًا جذريًا من عالم منصات التواصل الاجتماعي إلى قطاع الطاقة المتقدمة، في وقت يشهد فيه العالم سباقًا محمومًا للبحث عن مصادر طاقة نظيفة وقادرة على تلبية الطلب المتزايد، خاصة مع التوسع السريع في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات العملاقة.

ووفقًا للاتفاق، سيحصل مساهمو الشركتين على حصص متساوية في الكيان الجديد، الذي سيديره مجلس إدارة موسّع، يضم شخصيات بارزة من الجانبين. كما التزمت «ترامب ميديا» بضخ استثمارات نقدية كبيرة لدعم أبحاث وتطوير تكنولوجيا الاندماج النووي، التي لا تزال حتى الآن في طور التجارب ولم تصل بعد إلى مرحلة التشغيل التجاري واسع النطاق.

ويأتي هذا التحرك في وقت تواجه فيه منصة «تروث سوشيال» تحديات مالية واضحة، مع محدودية قاعدة مستخدميها مقارنة بعمالقة التواصل الاجتماعي، إلى جانب تسجيل خسائر متراكمة خلال الفترات المالية الأخيرة، ما دفع الشركة إلى البحث عن مسارات استثمارية بديلة وتنويع مصادر الدخل.

أما طاقة الاندماج النووي، فتُعد من أكثر التقنيات الواعدة على المدى البعيد، إذ تعتمد على دمج الذرات بدلًا من انشطارها، ما يجعلها نظريًا أكثر أمانًا وأقل تلويثًا للبيئة. ورغم ذلك، لا تزال محل جدل علمي واقتصادي حول جدواها التجارية وإمكانية تطبيقها على نطاق واسع في المستقبل القريب.

ويرى مراقبون أن توقيت الصفقة لا ينفصل عن السياق السياسي والاقتصادي الأوسع في الولايات المتحدة، حيث يجري الدفع نحو تخفيف القيود على قطاع الطاقة النووية باعتباره جزءًا من الأمن القومي.

وبين الطموح التكنولوجي والمخاطر المالية، تبدو الصفقة بمثابة رهان كبير قد يعيد رسم مستقبل «ترامب ميديا»، أو يضيف تحديًا جديدًا إلى سجلها المليء بالتقلبات.