مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رويترز: مهبط ليبي أسهم في سقوط الفاشر بيد الدعم السريع

نشر
الأمصار

كشفت وكالة رويترز البريطانية، في تقرير نشرته مساء الإثنين، عن دور محوري لما وصفته بـ«مهبط طائرات في مدينة الكفرة الليبية» في تطورات الصراع بالسودان، مشيرة إلى أن هذا المهبط أسهم بشكل مباشر في تمكين قوات الدعم السريع السودانية من السيطرة على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، بعد حصار استمر لأكثر من عام ونصف.


ووفقًا للتقرير، فإن مهبط الطائرات الواقع في مدينة الكفرة شرق ليبيا استخدم كنقطة لوجستية رئيسية لإيصال إمدادات عسكرية إلى قوات الدعم السريع، في وقت كانت فيه مدينة الفاشر تعيش أوضاعًا إنسانية وأمنية معقدة نتيجة الحصار والاشتباكات المستمرة.
إمدادات عسكرية عبر الأراضي الليبية
وأوضحت رويترز أن تحقيقاتها، التي استندت إلى تتبع حركة الطيران وصور أقمار صناعية ومصادر ميدانية، رصدت ما لا يقل عن 105 عمليات هبوط لطائرات شحن في مهبط الكفرة خلال فترة زمنية محددة، جرى خلالها تفريغ شحنات وصفتها الوكالة بأنها «ذات طبيعة عسكرية» وموجهة إلى قوات الدعم السريع السودانية.


وأضاف التقرير أن هذه العمليات لم تقتصر على نقل العتاد فقط، بل شملت أيضًا تحركات لمركبات ومقاتلين تابعين للدعم السريع، جرى رصدهم أثناء تنقلهم بين مدينة الكفرة الليبية ومناطق داخل إقليم دارفور السوداني، ما يعزز  بحسب رويترز  فرضية وجود خط إمداد بري وجوي نشط عبر الحدود الليبية السودانية.


وأكدت الوكالة أن ممر الكفرة دارفور شكّل نقطة محورية في منظومة الإسناد اللوجستي لقوات الدعم السريع، خاصة في ظل صعوبة وصول الإمدادات إلى الفاشر عبر مسارات أخرى نتيجة العمليات العسكرية الواسعة في غرب السودان.
 


وتُعد مدينة الفاشر السودانية واحدة من أهم المراكز الحضرية في إقليم دارفور، وقد ظلت لفترة طويلة خارج سيطرة قوات الدعم السريع، رغم تمكنها من بسط نفوذها على عدد من مدن الإقليم.

 إلا أن استمرار الحصار، إلى جانب تدفق الإمدادات العسكرية، أسهما  بحسب التقرير  في تغيير ميزان القوى على الأرض، ما أدى في النهاية إلى سقوط المدينة.


وأشار التقرير إلى أن السيطرة على الفاشر تمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار الصراع السوداني، نظرًا لما تتمتع به المدينة من رمزية سياسية وأهمية عسكرية وإنسانية، كونها كانت ملاذًا لآلاف النازحين خلال مراحل سابقة من النزاع.

وفي المقابل، نقلت وكالة رويترز تصريحات عن مسؤول في الجيش الليبي، رفض الكشف عن اسمه، نفى فيها بشكل قاطع أي تورط للمؤسسة العسكرية الليبية في دعم أطراف الصراع السوداني.


وأكد المسؤول أن الجيش الليبي لا علاقة له بالنزاعات الدائرة في دول الجوار، مشددًا على أنه «لا وجود لقوات الدعم السريع السودانية داخل مدينة الكفرة الليبية»، في رد مباشر على ما ورد في تقرير الوكالة.


وأوضح المسؤول العسكري الليبي أن رحلات الشحن التي تم رصدها كانت «رحلات داخلية أو بين مناطق شرق ليبيا فقط»، نافيًا استخدامها في نقل أسلحة أو مقاتلين إلى خارج الأراضي الليبية.

ويعيد تقرير رويترز تسليط الضوء على تشابك الأزمات الإقليمية في منطقة شمال أفريقيا والساحل، حيث تتقاطع النزاعات المسلحة مع شبكات التهريب والمعابر الحدودية المفتوحة، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن اتساع رقعة الصراع السوداني وتحوله إلى أزمة عابرة للحدود.


كما يطرح التقرير تساؤلات حول فعالية الرقابة الدولية على حركة السلاح في المنطقة، في ظل استمرار القتال في السودان وتدهور الأوضاع الإنسانية، خاصة في إقليم دارفور، الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في السنوات الأخيرة.


ويُنتظر أن يثير هذا التقرير ردود فعل سياسية وأمنية، سواء على المستوى الليبي أو السوداني، إضافة إلى اهتمام دولي متزايد بتداعيات الصراع وانعكاساته على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.