زيلينسكي يشتكي مُجددًا: «حلفاء أوكرانيا يضعون قيودًا على صواريخ الدفاع الجوي»
بين المعارك المُستمرة والمفاوضات الدولية، تُواجه «أوكرانيا»، تحديًا جديدًا يتمثل في القيود المفروضة على «صواريخ الدفاع الجوي» من قِبل بعض «حلفاء كييف»، ما يُثير القلق بشأن كفاءة الدفاعات الجوية.
وفي هذا الصدد، اشتكى زعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، من أن بعض الدول الحليفة لكييف بدأت بـ«تقييد إمدادات الصواريخ المخصصة لأنظمة الدفاع الجوي»، مما يحوّل دون حصول «أوكرانيا» على الكميات التي تحتاجها في الوقت الراهن.
زيلينسكي يُحذّر من قلة الإمدادات
قال «زيلينسكي»، في رد على أسئلة الصحفيين: «تُعاني أوكرانيا نقصًا في الصواريخ الخاصة ببعض أنظمة الدفاع الجوي، وسأكون صريحًا، في بعض الأوقات بدأ الشركاء في الإحجام قليلًا عن تقديم هذه الصواريخ، وبالتالي لا يُمكننا حتى الآن الحصول على الكميات الكاملة التي نحتاجها».
وأضاف الزعيم الأوكراني: «الوضع أكثر تعقيدًا مع صواريخ منظومة باتريوت الأمريكية (من طراز PAC-3)، نظرًا لمحدودية الإنتاج الأمريكي لهذا الطراز، -والذي يتراوح بين (55) إلى (60) صاروخًا سنويًا- والولايات المتحدة والشركاء يعملون على زيادة كميات الإنتاج».
ولم يُحدّد «زيلينسكي» بالاسم الدول التي تُؤخر الإمدادات، لكنه أشار إلى أن «بعض الدول الأوروبية تقوم بذلك رغبة منها في الحفاظ على مخزونها الاستراتيجي من صواريخ الدفاع الجوي لضمان أمنها الخاص»، على حد تعبيره.
زيلينسكي يضغط على الحلفاء
في سياق مُتصل، أكّد «زيلينسكي»، أنه يُواصل مطالبة الدول الغربية بمنح كييف تراخيص لإنتاج أنظمة الدفاع الجوي وذخائرها من طراز «NASAMS» و«IRIS-T» و «HAWK» و «Patriot» محليًا داخل أوكرانيا، إلا أن حلفاء كييف يمتنعون حتى الآن عن تزويدها بهذه التراخيص.
يُذكر أن «زيلينسكي»، اتهم الولايات المتحدة، سابقًا، بعدم الوفاء بوعودها التي قطعت خلال قمة حلف «الناتو» في واشنطن صيف عام 2024 بتزويد أوكرانيا بأنظمة إضافية من صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي.
أوكرانيا بين الحرب والديمقراطية.. رفض شعبي للانتخابات ودعم لزيلينسكي
بين نيران الحرب وصعوبة الحياة اليومية، يجد «الشعب الأوكراني» نفسه مُضطرًا لإعادة ترتيب أولوياته، حيث يرفض إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الصراع المُستمر مع «روسيا» منذ ما يقرب من (4 سنوات)، مُعبّرًا عن دعم واسع للرئيس «فولوديمير زيلينسكي»، في موقف يعكس وحدته الوطنية وإدراكه أن بقاء الدولة واستقرارها الآن أهم من أي جدل انتخابي.
تحديات الحرب وتأجيل الانتخابات
أظهر مُعظم الناخبين الأوكرانيين رفضًا قاطعًا لأي انتخابات رئاسية «مُبكرة»، في ظل الحرب المُستمرة مع «روسيا»، وسط جهود أمريكية مُكثفة لاحتواء الأزمة.
ويبدو أن موقف الأوكرانيين يعكس إدراكهم العميق بأن الأمن والاستقرار الوطني يجب أن يسبقا أي «استحقاقات انتخابية»، حيث يربط الناخبون بين استمرار القيادة الحالية وقدرتها على مواجهة التحديات العسكرية والسياسية وبين بقاء الدولة مُتماسكة. ومع استمرار الضغوط الدولية، تُبرز أهمية التوازن بين الديمقراطية والمصلحة الوطنية، في وقت يرى فيه كثيرون أن تأجيل الانتخابات حتى نهاية الحرب قد يكون الخيار «الأكثر حكمة».
ولم تشهد «أوكرانيا» أي انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ عام 2019، حيث يحظر الدستور إجراء التصويت في ظلّ «الأحكام العرفية»، التي تم إعلانها عند اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وبسبب ذلك ما زال «زيلينسكي» رئيسًا لأوكرانيا رغم انتهاء مُدته.
موقف شعبي واضح
كشف استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، في الفترة ما بين 23 نوفمبر و13 ديسمبر، بحسب صحيفة «كييف إندبندنت» الأوكرانية، أن أقل من عُشر الأوكرانيين يُؤيدون إجراء انتخابات فورية، حتى في غياب وقف إطلاق النار مع روسيا.
وأعرب نحو (25%) من المشاركين في الاستطلاع، والمُقيمين داخل الأراضي الأوكرانية، عن تأييدهم لإجراء الانتخابات في حال وجود وقف لإطلاق النار مدعوم بضمانات أمنية، بينما قال (57%) إن إجراء التصويت لن يكون مُمكنًا إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
دعم محدود للانتخابات
تبين أن حجم الدعم لإجراء انتخابات فورية، حتى دون وقف إطلاق النار، ظل ثابتًا إلى حد كبير طوال العام الحالي، ولم يتغير إلا قليلًا من (10%) في مارس و(11%) في سبتمبر إلى (9%) في ديسمبر، بينما انخفضت نسبة المؤيدين الذين يقولون إن إنهاء الحرب بشكل كامل «شرط أساسي» لإجراء الانتخابات.
وفي مارس، كان (9%) فقط من الأوكرانيين يُؤيدون إجراء انتخابات بعد وقف إطلاق النار، بينما قال (78%) إنه يجب التوصل إلى اتفاق سلام نهائي أولًا.
موقف أمريكي حول الانتخابات
كان الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» قد أثار، في وقت سابق من شهر ديسمبر، قضية إجراء الانتخابات الأوكرانية، وتساءل في اجتماع مع الصحفيين: «إنها ديمقراطية.. لقد مر وقت طويل.. كم من الوقت سيمر قبل أن تجري أوكرانيا انتخابات؟».
وفي تحوّل مُتوقع، بحسب الصحيفة، قال «زيلينسكي»، إن أوكرانيا يُمكن أن تكون مُستعدة لإجراء انتخابات حتى أثناء الحرب، شريطة أن «تضمن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الأمن»، وأكّد أنه ناقش القضية مع المشرعين وطلب من البرلمان اقتراح تدابير لإجراء الانتخابات خلال فترة الحرب.
تعزيز الأمن الأوكراني
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه القادة الأوروبيون، في بيان مشترك بعد اجتماعهم في محادثات سلام في برلين، أمس الإثنين، أن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يُمكن أن يتخذها سوى «شعب أوكرانيا»، وبعد ضمانات أمنية قوية.
وأفاد البيان، بأن من الضمانات الأمنية التي تم الاتفاق عليها وجود قوة بقيادة أوروبية تُسهم فيها الدول الراغبة في ذلك، وتُساعد في تأمين سماء أوكرانيا، وتعزيز الأمن في البحار، بما في ذلك من خلال العمل داخل أوكرانيا، كما اتفق الأمريكيون والأوروبيون على تقديم ضمانات أمنية مشتركة لأوكرانيا.
الاستقرار أساس الديمقراطية
وفي خضم «حرب دامية» مُستمرة منذ سنوات، يُثبت «الشعب الأوكراني» أن الأولوية القصوى تكمن في الحفاظ على أمن الدولة واستقرارها، مُؤكّدًا دعمه الكامل للرئيس «زيلينسكي»، الذي أصبح رمزًا للوحدة الوطنية والصمود في وجه العدوان، في موقف يعكس إدراك المواطنين أن الديمقراطية الحقيقية لا يُمكن أن تزدهر إلا في ظلّ وطن قوي ومُستقر.

