تقرير أممي: تحسن نسبي في الأمن الغذائي بغزة بعد وقف إطلاق النار
خلص تحليل جديد مدعوم من الأمم المتحدة إلى أن الأمن الغذائي في قطاع غزة شهد تحسنًا نسبيًا منذ إعلان وقف إطلاق النار في أكتوبر، ما أسهم في تراجع ظروف المجاعة، إلا أن الوضع لا يزال بالغ الخطورة في ظل استمرار معاناة أكثر من ثلاثة أرباع السكان من الجوع الحاد وسوء التغذية.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهو النظام العالمي المعتمد لرصد انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، لا توجد حاليًا أي مناطق في غزة مصنفة ضمن مرحلة المجاعة (المرحلة الخامسة)، وذلك بعد تحسن وصول المساعدات الإنسانية والتجارية عقب وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
ورغم هذا التحسن، أكد التقرير أن قطاع غزة بأكمله تقريبًا لا يزال يمر بمرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة)، حيث يعاني مئات الآلاف من معدلات مرتفعة للغاية من سوء التغذية الحاد.
وأشار التقرير إلى أنه خلال الفترة الممتدة من منتصف أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر، واجه نحو 1.6 مليون شخص، أي ما يقارب 77% من السكان المشمولين بالتحليل، مستويات جوع من مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة) أو أسوأ، من بينهم أكثر من 500 ألف شخص في حالة طوارئ، وأكثر من 100 ألف شخص في حالة جوع كارثية.
وتوقع تحليل التصنيف المتكامل أنه حتى منتصف أبريل 2026، سيظل نحو 571 ألف شخص في أوضاع طارئة، بينما سيستمر قرابة 1900 شخص في مواجهة مستويات جوع كارثية. وحذر التقرير من أنه في حال تحقق أسوأ السيناريوهات، بما في ذلك تجدد الأعمال العدائية أو توقف تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية، فإن قطاع غزة بأكمله قد يواجه خطر المجاعة مجددًا.
الصحة العالمية: أكثر من ألف مريض توفوا وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة
أفادت منظمة الصحة العالمية، بأن أكثر من ألف مريض توفوا وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة منذ منتصف عام 2024، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لقناة الجزيرة.
بيان منظمة الصحة العالمية عن غزة
أطلعت منظمة الصحة العالمية — عبر متحدثها — على الوضع الصحي في قطاع غزة مؤكّدة أن “كثيراً من مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات تدمرت، وبعضها الآخر يعمل بشكل جزئي فقط”.
وأضافت المنظمة أنها “تبذل كل ما بوسعها لإعادة تشغيل النظام الصحي في غزة رغم كل المعوقات”، مشددة على أن “الحاجة المتزايدة لإجلاء المرضى من القطاع باتت ضرورية لأن النظام الصحي غير فعّال”، داعية الدول إلى “فتح أبوابها أمام مرضى قطاع غزة لتلقي الرعاية الصحية”.
وفق بيانات سابقة لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من نصف المستشفيات في غزة خرجت عن الخدمة منذ بدء العمليات العسكرية، بعدما تعرضت للهجوم؛ 13 من أصل 36 مستشفى فقط ما زالت تعمل بشكل جزئي في أفضل الأحوال، بينما أُقفلت المراكز الأخرى بالكامل أو تعمل في طاقة طوارئ محدودة.
وسجّلت المنظمة مئات الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في غزة منذ أكتوبر 2023، ما أتى على ما يقارب 94٪ من المستشفيات، بحسب آخر تحديثات.
كما شدّدت على أن المستشفيات المتبقية تعمل تحت ضغط هائل بسبب النقص في الوقود، الأدوية، الأجهزة، ونقص الكوادر الصحية، إلى جانب انعدام الأمن في الكثير من المناطق — ما يضاعف صعوبة تقديم الخدمات الطبية أو إجراء عمليات جراحية طارئة أو علاج مصابين.
بناءً على ذلك، طالبت “الصحة العالمية” بتوسيع ممرات الإغاثة الإنسانية، بما في ذلك إدخال الأدوية والوقود والمعدات الطبية، والسماح بإجلاء المرضى المحتاجين إلى رعاية متخصصة خارج غزة، لتجنب كارثة إنسانية — خصوصاً بين المرضى المزمنين والجرحى والنساء الحوامل والأطفال.