وزير الخارجية المصري يبحث التعاون مع نظيره البولندي
التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في جمهورية مصر العربية، مع رادوسواف سيكورسكي، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية جمهورية بولندا، وذلك على هامش أعمال منتدى صير بني ياس، اليوم الأحد، في إطار اللقاءات الدبلوماسية التي يجريها الجانب المصري لتعزيز علاقاته مع الدول الأوروبية.
وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وبولندا، حيث أكد وزير الخارجية المصري أهمية البناء على الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى ضرورة دفع التعاون المشترك إلى آفاق أوسع، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يحقق المصالح المتبادلة ويعود بالنفع على الشعبين المصري والبولندي.
وأوضح عبد العاطي أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز شراكاتها مع الدول الأوروبية، وفي مقدمتها بولندا، لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا حرص القاهرة على تشجيع الاستثمارات البولندية في السوق المصري، والاستفادة من الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الدولة المصرية.
وفي سياق متصل، تبادل الوزيران وجهات النظر والتقديرات إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأوضاع في قطاع غزة. واستعرض وزير الخارجية المصري الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها المدنيون.

كما عرض عبد العاطي التصور المصري بشأن مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، والعمل على منع تفاقم الأزمة الإنسانية، بما يسهم في تحقيق قدر من الاستقرار في المنطقة.
وتطرق اللقاء كذلك إلى تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد وزير الخارجية المصري على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، والحفاظ على وحدة الدولة السودانية وسلامة أراضيها، مؤكدًا ضرورة دعم المؤسسات الوطنية السودانية وتمكينها من القيام بدورها في حفظ الأمن والاستقرار.
وأكد عبد العاطي أن مصر تدعم أي مسار سياسي يهدف إلى إنهاء الصراع في السودان، ويحقق تطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي من شأنها تعقيد المشهد.
وعلى صعيد آخر، تناول اللقاء مستجدات الأزمة الأوكرانية، حيث أكد وزير الخارجية المصري دعم القاهرة لكافة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى حلول سلمية للأزمة، بما يسهم في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، والحد من التداعيات الاقتصادية والإنسانية للصراع على مختلف دول العالم.
وأشار عبد العاطي إلى أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على دعم الحلول السياسية والدبلوماسية للنزاعات، ورفض التصعيد العسكري، انطلاقًا من إيمان مصر بأهمية الحوار كسبيل أساسي لحل الأزمات الدولية.
ويعكس هذا اللقاء مستوى التقارب السياسي والدبلوماسي بين مصر وبولندا، وحرص الجانبين على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية، بما يعزز الاستقرار والسلام، ويخدم المصالح المشتركة في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم.
وأكد الجانبان في ختام اللقاء أهمية استمرار التواصل وتبادل الزيارات رفيعة المستوى، بما يسهم في دفع العلاقات الثنائية نحو مزيد من التعاون والتفاهم في مختلف المجالات.