مصر.. مدبولي يستعرض تطوير محيط القلعة ومنطقة الزبالين بالقاهرة
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اجتماعًا مهمًا، اليوم، لمتابعة واستعراض مقترحات تطوير المنطقة المحيطة بقلعة صلاح الدين، إلى جانب منطقة الزبالين بحي منشأة ناصر في محافظة القاهرة المصرية، وذلك في إطار جهود الحكومة المصرية المستمرة لتطوير المناطق غير المخططة والارتقاء بجودة الحياة للمواطنين.
وشهد الاجتماع حضور الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية المصرية، والقائم بأعمال وزير البيئة المصري، إلى جانب الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة المصري، حيث جرى بحث عدد من الرؤى والمقترحات الخاصة بإعادة تخطيط وتطوير هذه المناطق الحيوية ذات الأهمية التاريخية والعمرانية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري خلال الاجتماع أن الحكومة المصرية تواصل تنفيذ خطتها الشاملة لتطوير المناطق غير المخططة في مختلف محافظات الجمهورية، مع إعطاء أولوية خاصة لـمحافظة القاهرة، نظرًا لكثافتها السكانية وأهميتها التاريخية والسياحية.
وأوضح مدبولي أن الدولة المصرية نجحت خلال السنوات الماضية في الانتهاء من تطوير عدد كبير من المناطق غير الآمنة التي كانت تمثل تحديًا عمرانيًا واجتماعيًا، مشددًا على أن هذه الجهود أسهمت بشكل مباشر في تحسين الأحوال المعيشية اليومية للمواطنين، وتوفير بيئة أكثر أمانًا وحياة كريمة للأسر القاطنة بتلك المناطق.
من جانبها، أكدت وزيرة التنمية المحلية المصرية الحرص الدائم على المتابعة الدقيقة للإجراءات التي تتخذها المحافظات لتطوير المناطق غير الحضرية، وبشكل خاص محافظة القاهرة، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في إعادة الشكل الحضاري والجمالي لعدد من المناطق والشوارع الحيوية والخدمية داخل العاصمة المصرية.
وأضافت أن خطط التطوير تستهدف أيضًا القضاء على الظواهر العشوائية والسلبية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يواكب رؤية الدولة المصرية للتنمية العمرانية المستدامة.
وخلال الاجتماع، قدم محافظ القاهرة المصري عرضًا تفصيليًا حول الوضع الجغرافي والعمراني للمنطقة المحيطة بقلعة صلاح الدين ومنطقة الزبالين بحي منشأة ناصر، موضحًا أن المنطقة يحدها من الشمال طريق الأوتوستراد، ومن الجنوب منطقة المقطم السكنية، بينما تطل شرقًا على الطريق الدائري ومحور المقطم، وغربًا على الكتل السكنية الداخلية لحي منشأة ناصر.
وأشار المحافظ إلى أن حي منشأة ناصر يُعد من المناطق ذات الطبيعة الخاصة، نظرًا لارتباطه التاريخي بمهنة جمع وفرز القمامة، موضحًا أن عدد السكان العاملين في هذا النشاط يصل إلى نحو 100 ألف نسمة، بالإضافة إلى قرابة 15 ألف عامل آخرين.
وكشف محافظ القاهرة أن محافظة القاهرة المصرية تنتج يوميًا ما يقرب من 24 ألف طن من المخلفات، يتم جمع وإعادة تدوير نحو 8 آلاف طن منها داخل منطقة الزبالين، وهو ما يعكس أهمية هذه المنطقة في منظومة إدارة المخلفات على مستوى العاصمة.
وأوضح أن أي خطة تطوير يجب أن تراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للعاملين في هذا القطاع، بما يضمن الحفاظ على مصادر رزقهم، وفي الوقت ذاته تحسين البيئة العمرانية والصحية للمنطقة.
وفي ختام الاجتماع، استعرض محافظ القاهرة عددًا من المقترحات الخاصة بتطوير المنطقة، سواء على المستوى العمراني أو البيئي أو الخدمي. وعلى ضوء ذلك، وجه رئيس مجلس الوزراء المصري بضرورة إعداد دراسة وافية ومتكاملة حول هذه المقترحات، تشمل الجوانب الهندسية والفنية والبيئية والاجتماعية.
وأكد مدبولي أن هذه الدراسة سيتم عرضها خلال اجتماع مقبل مخصص لمناقشة هذا الملف، تمهيدًا لاتخاذ القرارات المناسبة التي تحقق التوازن بين التطوير العمراني والحفاظ على الطابع الإنساني والاجتماعي للمنطقة، في إطار رؤية الدولة المصرية لبناء مدن أكثر تنظيمًا واستدامة.
