مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

انقضاء عام 2025 والحرب تقتل حاضر ومستقبل السودانيين

نشر
الأمصار

مع قرب نهاية عام 2025، تقترب الحرب في السودان من إتمام عامها الثالث، تاركة وراءها دمارًا شاملاً أثر بشكل كبير على حياة السودانيين. فبحسب التقديرات، ارتفعت نسبة الفقر من حوالي 21% إلى أكثر من 70%، وهو ما يعكس بشكل واضح الانهيار الاقتصادي وتوقف سبل العيش وزيادة النزوح.

في الوقت الذي يتفق فيه المجتمع الدولي على أن الحل الوحيد لهذه الحرب يكمن في التفاوض، يدخل السودانيون عامًا جديدًا محملًا بالخسائر، وهم يأملون في أن يكون هذا العام عام السلام، الذي يعيدهم إلى بيوتهم ويضع حدًا للفوضى والانعدام التام للأمن. لكن السؤال الذي يبقى دون إجابة هو: من الذي يستجيب حقًا لمعاناة السودانيين؟ ومن يتحمل المسؤولية في تحويل آمالهم شفي السلام إلى واقع ملموس؟

 

مظاهرات واسعة في السودان دعماً للجيش وتحذيرات من أزمة مياه


 

شهدت عدة مدن وولايات سودانية، خلال الساعات الماضية، مظاهرات حاشدة دعماً للجيش السوداني في مواجهته المستمرة مع قوات الدعم السريع، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية، لا سيما أزمة مياه الشرب، نتيجة تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

وخرج آلاف السودانيين في تظاهرات جماهيرية بمدينة أم درمان بولاية الخرطوم، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر، وعطبرة بولاية نهر النيل، إلى جانب مدن وبلدات أخرى في ولايات الجزيرة والقضارف والشمالية، شملت دنقلا، فضلاً عن خشم القربة بولاية كسلا شرقي السودان. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للجيش السوداني، ومنددة بما وصفوه بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، إضافة إلى رفضهم لأي تدخلات أجنبية في الشأن السوداني.

وأكد المشاركون في التظاهرات دعمهم الكامل للقوات المسلحة السودانية باعتبارها المؤسسة الوطنية المعنية بالحفاظ على وحدة البلاد وأمنها، مطالبين بإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في مختلف أنحاء السودان.

وعلى الصعيد الإنساني، حذر مسؤولون سودانيون من تدهور خطير في خدمات المياه، خاصة في المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين. وقال مدير هيئة المياه بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان السودانية، الأتاسي عيسى، إن المدينة التي تستقبل ما يقرب من مليون نازح تعاني عجزاً يقدر بنحو 50% في مياه الشرب النقية، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب العمليات العسكرية.

 

وأوضح المسؤول السوداني أن هيئة المياه تحاول تعويض هذا النقص عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية، التي يبلغ إنتاجها الحالي نحو 3 آلاف متر مكعب يومياً، إلا أن معظم هذه المياه تحتاج إلى معالجة فنية بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، ما يزيد من الأعباء المالية والفنية على الجهات المحلية.

وأشار الأتاسي عيسى إلى أن التزايد الكبير في أعداد النازحين بمدينة الأبيض أدى إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه، وخلق تحديات إضافية في خدمات الصرف الصحي والصحة العامة، مؤكداً أن حكومة ولاية شمال كردفان السودانية تبذل جهوداً حثيثة لمعالجة هذه الأزمات في ظل إمكانات محدودة.