جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة في تشيلي تشهد منافسة حادة
يتوجه الناخبون في تشيلي إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية وسط أجواء مشحونة واستقطاب حاد، في مواجهة تُتوقع أن تعيد رسم الخريطة السياسية للبلاد.
السباق يحتدم بين مرشحة التحالف التقدمي جانيت جارا ومنافسها اليميني المتشدد خوسيه أنطونيو كاست، في معركة توصف بأنها الأشد منذ عودة الديمقراطية قبل أكثر من ثلاثة عقود.
المؤشرات الميدانية تعكس ميلاً متزايدًا لصالح كاست، في تحول واضح بمزاج الناخبين، مدفوعًا بتصاعد المخاوف المرتبطة بالجريمة والهجرة غير النظامية. هذا التحول يضع تشيلي أمام احتمال انتخاب أكثر رئيس يميني تشددًا منذ نهاية الحكم العسكري.
بنى كاست حملته على خطاب أمني مباشر، متعهدًا بإجراءات استثنائية لمواجهة الجريمة، تشمل تشديد العقوبات، وبناء سجون عالية التحصين، وتنفيذ عمليات ترحيل واسعة للمهاجرين غير النظاميين، إلى جانب وعود بإغلاق مناطق العبور غير الشرعي على الحدود.
اقتصاد السوق مقابل دولة الرعاية
اقتصاديًا، يطرح كاست رؤية تقشفية تقوم على خفض الإنفاق العام خلال فترة زمنية قصيرة، وهو طرح جذب اهتمام دوائر الاستثمار، لكنه أثار في المقابل مخاوف من انعكاساته الاجتماعية. في الجهة المقابلة، تتمسك جارا بنموذج يوازن بين النمو الاقتصادي والحماية الاجتماعية.
تحالفًا واسعًا يضم أطيافًا يسارية ووسطية مستندة إلى سجلها في تمرير إصلاحات اجتماعية
تقود جانيت جارا تحالفًا واسعًا يضم أطيافًا يسارية ووسطية، مستندة إلى سجلها في تمرير إصلاحات اجتماعية بارزة، من تحسين الأجور إلى إصلاح سوق العمل. غير أنها تواجه عبئًا مزدوجًا يتمثل في تراجع شعبية الحكومة الحالية وحساسية قطاعات واسعة من المجتمع تجاه الخلفية الشيوعية.
سعت جارا إلى تقديم نفسها كخيار مختلف لا امتدادًا للحكومة القائمة، مؤكدة استعدادها لاتخاذ مسافة تنظيمية عن حزبها، ومرسلة إشارات طمأنة للأسواق والمجتمع الدولي. ومع ذلك، يبقى السباق محكومًا بميزان قلق أمني مقابل مخاوف اجتماعية.
موجة الانعطاف اليميني التي تشهدها أمريكا اللاتينية
نتائج هذه الجولة قد تضع تشيلي ضمن موجة الانعطاف اليميني التي تشهدها أمريكا اللاتينية، أو تمنح التيار التقدمي فرصة أخيرة لإعادة التموضع. وفي الحالتين، تبدو البلاد مقبلة على مرحلة سياسية مختلفة، تعكس عمق الانقسام وتحولات المزاج الشعبي.