مظاهرات واسعة في السودان دعماً للجيش وتحذيرات من أزمة مياه
شهدت عدة مدن وولايات سودانية، خلال الساعات الماضية، مظاهرات حاشدة دعماً للجيش السوداني في مواجهته المستمرة مع قوات الدعم السريع، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية، لا سيما أزمة مياه الشرب، نتيجة تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وخرج آلاف السودانيين في تظاهرات جماهيرية بمدينة أم درمان بولاية الخرطوم، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر، وعطبرة بولاية نهر النيل، إلى جانب مدن وبلدات أخرى في ولايات الجزيرة والقضارف والشمالية، شملت دنقلا، فضلاً عن خشم القربة بولاية كسلا شرقي السودان. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للجيش السوداني، ومنددة بما وصفوه بالانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، إضافة إلى رفضهم لأي تدخلات أجنبية في الشأن السوداني.
وأكد المشاركون في التظاهرات دعمهم الكامل للقوات المسلحة السودانية باعتبارها المؤسسة الوطنية المعنية بالحفاظ على وحدة البلاد وأمنها، مطالبين بإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في مختلف أنحاء السودان.

وعلى الصعيد الإنساني، حذر مسؤولون سودانيون من تدهور خطير في خدمات المياه، خاصة في المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين. وقال مدير هيئة المياه بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان السودانية، الأتاسي عيسى، إن المدينة التي تستقبل ما يقرب من مليون نازح تعاني عجزاً يقدر بنحو 50% في مياه الشرب النقية، نتيجة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب العمليات العسكرية.
وأوضح المسؤول السوداني أن هيئة المياه تحاول تعويض هذا النقص عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية، التي يبلغ إنتاجها الحالي نحو 3 آلاف متر مكعب يومياً، إلا أن معظم هذه المياه تحتاج إلى معالجة فنية بسبب ارتفاع نسبة الملوحة، ما يزيد من الأعباء المالية والفنية على الجهات المحلية.
وأشار الأتاسي عيسى إلى أن التزايد الكبير في أعداد النازحين بمدينة الأبيض أدى إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه، وخلق تحديات إضافية في خدمات الصرف الصحي والصحة العامة، مؤكداً أن حكومة ولاية شمال كردفان السودانية تبذل جهوداً حثيثة لمعالجة هذه الأزمات في ظل إمكانات محدودة.
من جانبه، قال وزير البنى التحتية بولاية شمال كردفان السودانية، معاوية آدم، إن الحرب الدائرة أسهمت بشكل مباشر في تعقيد ملف توفير مياه الشرب، خاصة مع تضرر المصادر الرئيسية للمياه وصعوبة الوصول إلى مناطق الصيانة، لافتاً إلى أن الولاية تواجه ضغوطاً غير مسبوقة بسبب النزوح الجماعي.
دولياً، حذر مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، روس سميث، من تصاعد الاحتياجات الإنسانية في ولايات شمال دارفور وجنوب كردفان، وتحديداً في مدينة كادوقلي.
وأوضح أن فرار المدنيين من المناطق المحاصرة لا يعني بالضرورة وصولهم إلى مناطق آمنة، حيث ينتهي المطاف بالكثير منهم في مناطق مكتظة تعاني نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتواصل فيه الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وهي الحرب التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد ما يقرب من 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، على خلفية الخلافات المتعلقة بتوحيد المؤسسة العسكرية ومستقبل الحكم في البلاد، وسط تحذيرات متزايدة من كارثة إنسانية ممتدة.