الدعم السريع ينفي استهداف مقر أممي في كادوقلي والحكومة تتهمه
نفت قوات الدعم السريع السودانية مسؤوليتها عن استهداف مقر تابع للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، وذلك عقب تقارير إعلامية تحدثت عن تعرض المبنى لقصف أسفر عن سقوط قتلى من المدنيين، في أحدث تطورات الأوضاع الأمنية المتدهورة في السودان.

ونقلت وسائل إعلام عربية عن قوات الدعم السريع السودانية تأكيدها أنها لم تنفذ أي هجوم استهدف منشآت أممية في كادوقلي، معتبرة أن الاتهامات الموجهة إليها في هذا الشأن تفتقر إلى الأدلة، وتأتي في إطار تبادل الاتهامات المستمر بين أطراف النزاع في البلاد.
وفي المقابل، أفاد مصدر طبي، اليوم السبت، بمقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين سودانيين جراء قصف استهدف مبنى تابعاً للأمم المتحدة في مدينة كادوقلي، الواقعة في ولاية جنوب كردفان المحاصرة، جنوب السودان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. وأشار المصدر إلى أن الضحايا سقطوا نتيجة القصف المباشر الذي طال المبنى، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الإصابات أو عدد الجرحى.
وأكد شهود عيان من سكان مدينة كادوقلي وقوع غارة بطائرة مسيّرة استهدفت مقر الأمم المتحدة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المبنى، وأثار حالة من الذعر بين المدنيين، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة تعاني منها المدينة منذ أشهر بسبب استمرار الاشتباكات والحصار.
من جهتها، دانت الحكومة السودانية الهجوم بأشد العبارات، محملة قوات الدعم السريع السودانية المسؤولية الكاملة عن استهداف المقر الأممي. وقالت الحكومة السودانية، في بيان رسمي، إن استهداف منشآت الأمم المتحدة يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، ويقوض الجهود الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في مناطق النزاع.
وأضاف البيان أن الحكومة السودانية تجدد التزامها بحماية البعثات والمنظمات الدولية العاملة في البلاد، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف واضح تجاه ما وصفته بالاعتداءات المتكررة على المنشآت المدنية والإنسانية.
وفي سياق إقليمي منفصل، أصدرت الحكومة الإسرائيلية، اليوم السبت، تحذيراً لسكان إحدى القرى في جنوب لبنان بضرورة الإخلاء، زاعمة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم تنفيذ هجوم يستهدف بنى تحتية عسكرية تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي سيهاجم خلال الفترة القريبة بنى تحتية عسكرية تعود لحزب الله، متهماً الجماعة بمحاولة إعادة إعمار أنشطتها العسكرية في المنطقة. ودعا أدرعي سكان المباني المحددة في الخرائط التي نشرها الجيش إلى إخلائها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر، محذراً من أن البقاء في تلك المناطق يعرض حياتهم للخطر.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الأمنية في عدد من بؤر النزاع بالمنطقة، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين والمنشآت الإنسانية، وسط دعوات دولية متكررة إلى ضبط النفس واحترام القانون الدولي الإنساني.