ليبيا تستأنف انتخابات المجالس البلدية في 9 بلديات
انطلقت، اليوم السبت، انتخابات المجالس البلدية في تسع بلديات بشرق ليبيا، بعد توقف دام لفترة بسبب تدخلات إدارية وأوضاع أمنية حالت دون استكمال العملية الانتخابية في وقت سابق، في خطوة تُعد مؤشرًا على عودة المسار الانتخابي المحلي تدريجيًا في عدد من المناطق الليبية.
وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية، في بيان رسمي، أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين صباح اليوم، لانتخاب المجالس البلدية ضمن ما يُعرف بالمجموعة الثالثة من الانتخابات البلدية، وذلك في تسع بلديات هي: بنغازي، وسرت، وسبها، وطبرق، وقصر الجدي، وتوكرة، والأبيار، وسلوق، وقمينس.
وأوضحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية أن عملية الاقتراع بدأت في تمام الساعة التاسعة صباحًا، وتستمر حتى الساعة السادسة مساءً، وسط ترتيبات تنظيمية وأمنية تهدف إلى ضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، وتمكين المواطنين من الإدلاء بأصواتهم في أجواء آمنة ومنظمة.
وأشارت المفوضية إلى أن هذه البلديات كانت قد شهدت توقفًا سابقًا في العملية الانتخابية، نتيجة تدخلات إدارية وأمنية، أدت إلى تعطيل الإجراءات اللوجستية، ومنعت توزيع بطاقات الناخبين في بعض المناطق، ما اضطر المفوضية إلى تعليق الاقتراع مؤقتًا، إلى حين تهيئة الظروف المناسبة لاستئنافه.

وأكدت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية أن استئناف الانتخابات البلدية في هذه البلديات يأتي بعد استكمال الاستعدادات الفنية والإدارية، والتنسيق مع الجهات المعنية لضمان توفير الحد الأدنى من الاستقرار الأمني، بما يسمح بعودة الناخبين إلى صناديق الاقتراع، واستكمال الاستحقاق الانتخابي المحلي.
وتُعد انتخابات المجالس البلدية أحد أهم الاستحقاقات الديمقراطية على المستوى المحلي في ليبيا، حيث تلعب المجالس البلدية دورًا محوريًا في إدارة شؤون المدن والخدمات العامة، والتواصل المباشر مع المواطنين، إلى جانب الإسهام في تعزيز الحكم المحلي وترسيخ مبدأ اللامركزية.
ويرى مراقبون أن نجاح الانتخابات البلدية في هذه الجولة قد يشكل خطوة إيجابية نحو إعادة الثقة في العملية الانتخابية، ويمهد الطريق أمام استكمال باقي المراحل الانتخابية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، في ظل المساعي الرامية إلى إنهاء حالة الانقسام السياسي والمؤسسي التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
وتأتي هذه الانتخابات في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات سياسية وأمنية معقدة، ما يجعل من إنجاز الاستحقاقات الانتخابية، حتى على المستوى البلدي، أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز الاستقرار، ودعم مؤسسات الدولة، وإشراك المواطنين في صنع القرار المحلي.
وأكدت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية التزامها بمواصلة العمل على استكمال باقي المراحل الانتخابية، وفق الجدول الزمني المعتمد، وبما ينسجم مع القوانين واللوائح المنظمة للعملية الانتخابية، مشددة على أهمية تعاون المواطنين والجهات الرسمية لإنجاح هذا الاستحقاق.
وتتابع بعثات محلية ومراقبون مستقلون سير العملية الانتخابية في البلديات التسع، لرصد أي ملاحظات أو تحديات قد تواجه الناخبين أو القائمين على إدارة الاقتراع، في إطار تعزيز الشفافية والنزاهة.
ويأمل الليبيون أن تمثل عودة الانتخابات البلدية خطوة عملية نحو استقرار الأوضاع المحلية، وتحسين مستوى الخدمات، ودعم مسار بناء الدولة، في انتظار توافق سياسي أوسع يقود البلاد إلى انتخابات وطنية شاملة.