العراق يدعو لاعتماد يوم وطني للإبداع وترسيخ ثلاثية القوة
دعا رئيس مجلس التنمية العراقي، عقيل الخزعلي، إلى اعتماد الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر يوماً وطنياً للإبداع، مؤكداً أن العراق يمتلك إرثاً حضارياً يؤهله لاستعادة دوره الريادي وتجاوز التحديات الراهنة، فيما طرح رؤية شاملة لما سماه “ثلاثية القوة” لبناء مستقبل البلاد القائم على الإبداع والابتكار.

جاء ذلك خلال مشاركته في مهرجان "ليلة الإبداع والنهضة" الذي نظم في بغداد بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفنية، والذي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء العراقية (واع). وقال الخزعلي إن “العراق بكل مكوناته قادر على رسم مستقبل جديد، شرط أن تتحول الطاقات الشبابية والأفكار الخلّاقة إلى مشاريع حقيقية تعيد تنشيط المجتمع وتدعم عملية التنمية”.
وأوضح رئيس مجلس التنمية العراقي أن البلاد بحاجة إلى "أفكار أصيلة تُترجم إلى مبادرات ملموسة تعيد تشكيل الواقع وتخدم الإنسان"، مشيراً إلى أن العراق كان، وما زال، من أبرز البلدان التي قدمت للبشرية منجزات حضارية كبرى. وأضاف قائلاً: “حضارات العالم مدينة للمُنتج العراقي منذ فجر التاريخ، فهذه الأرض شهدت أكثر من اثنتي عشرة حضارة متعاقبة، ويكفي التذكير بأن جنة آدم وُصفت بأنها في منطقة البصرة حيث يلتقي الرافدان”.
وأشار الخزعلي إلى أن العمل التنموي في العراق يواجه تحديات جسيمة تفوق تلك التي تواجه العمل الحزبي، موضحاً أن "القاعدة التنموية الواضحة تؤكد أنه لا يمكن تحقيق الإبداع دون وجود حرية حقيقية". وحذّر من “الانتماءات الفئوية الضيقة التي تُقزّم الإنسان وتحد من قدرته على التغيير والإبداع”، واصفاً إياها بأنها إحدى أبرز صور “عبودية الفرد”.
وكشف الخزعلي عن أن مجلس التنمية العراقي بصدد تقديم مقترح رسمي إلى الحكومة لاعتماد تاريخ 12/12 يوماً وطنياً للإبداع، داعياً السلطات التنفيذية والتشريعية إلى دعم المبدعين وتمكينهم من أداء دورهم في صناعة مستقبل العراق. وشدد على أنه “لا يمكن لأي أمة أن تبني نهضتها من دون رعاية العقول المبدعة التي تشكل رأس المال الحقيقي للدول”.
وفي السياق ذاته، طرح الخزعلي مفهومه لـ"ثلاثية القوة" التي قال إنها أصبحت معياراً عالمياً لتقييم قدرات الدول. وتشمل هذه الثلاثية:
1. القوة الصلبة بما تمثله من قدرات عسكرية وأمنية واقتصادية.
2. القوة الناعمة المتمثلة في الفنون والثقافة والهوية الإبداعية.
3. القوة المرنة أو الذكية المعتمدة على اقتصاد المعرفة والمعلومات والأفكار.
ودعا إلى تعزيز حضور الفيلسوف والمفكر والفنان في المشهد الوطني للمساهمة في معالجة الأزمات الروحية والمعنوية التي يمر بها المجتمع العراقي، مؤكداً أن هذه الفئات قادرة على خلق وعي جديد يدعم النهضة الشاملة التي يسعى العراق إلى تحقيقها.
وبحسب الخزعلي، فإن الاحتفاء بالإبداع لا يعد مجرد فعالية رمزية، بل هو خطوة استراتيجية لتكريس ثقافة الابتكار وتوظيف الطاقات الشابة في مسار التنمية، بما يعزز مكانة العراق بين الأمم ويعيد إليه دوره الحضاري بوصفه أرضاً ولّادة للمعرفة والفكر عبر التاريخ.