وزير الخارجية اللبناني: تحذيرات من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة واتصالات مكثفة لتحييد لبنان
كشف وزير الخارجية اللبناني، في تصريحات، أنّ لبنان تلقّى تحذيرات عربية ودولية تفيد بأنّ إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الأراضي اللبنانية، وسط تصاعد التوتر الإقليمي على خلفية استمرار الحرب في غزة واتساع نطاق الاشتباكات الحدودية.
وقال الوزير إنّ الجهات الدولية شددت على ضرورة اتخاذ بيروت “أقصى درجات الحذر”، في ظل ما تعتبره إسرائيل تغيّرًا في قواعد الاشتباك نتيجة العمليات المتبادلة بين جيشها و”حزب الله” منذ أشهر.
تحركات دبلوماسية عاجلة
وأوضح وزير الخارجية أنّ الحكومة اللبنانية تجري اتصالات دبلوماسية مكثفة مع عواصم عربية وغربية ومع الأمم المتحدة، بهدف تحييد لبنان ومرافقه الحيوية عن أي ضربة محتملة، مؤكدا أن بلاده ترفض الانجرار إلى حرب شاملة.
وأشار إلى أنّ الاجتماعات الجارية للجنة “الميكانيزم” – التي ترعاها الأمم المتحدة – لا تعني الدخول في مفاوضات تقليدية مع إسرائيل، بل تُعقد في إطار العلاقات العسكرية القائمة منذ اتفاق الهدنة لعام 1949، لافتاً إلى أن لبنان يسعى فعلياً للعودة إلى اتفاقية الهدنة، بينما تبقى فكرة توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل "بعيدة تمامًا في المرحلة الحالية".
موقف حاد تجاه حزب الله وإيران
وفي تصريح هو الأوضح منذ بداية الأزمة، أكد وزير الخارجية أنّ سلاح حزب الله “أثبت عدم فعاليته” – بحسب قوله – في دعم غزة أو حماية لبنان، بل أدى إلى “استجرار الاحتلال الإسرائيلي” إلى الحدود وزيادة المخاطر على المدنيين والبنى التحتية.
وأضاف أن الدولة اللبنانية تتحاور مع حزب الله لإقناعه بتسليم سلاحه ودمج قدراته العسكرية في المؤسسات الرسمية، “لكن الحزب يرفض ذلك حتى الآن”.
وبحدة أكبر، وصف الوزير الدور الإيراني في لبنان والمنطقة بأنه “سلبي جدًا”، معتبرًا أنّ سياسات طهران تشكل أحد أبرز مصادر عدم الاستقرار الإقليمي. وقال: “لدينا مشكلة سياسية مع إيران، ونحن منفتحون على أي حوار معها شرط توقفها الكامل عن التدخل في شؤوننا الداخلية”.
وأكد أنّ على طهران أن توقف تمويل تنظيم غير شرعي داخل لبنان – في إشارة إلى حزب الله – مشيراً إلى أن هذا التمويل يعمّق الانقسام الداخلي ويضع لبنان في دائرة الصراع الإقليمي.
سياق أوسع للأزمة
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الجنوب اللبناني أعنف مواجهات منذ حرب 2006، حيث تتواصل الغارات الإسرائيلية والعمليات الصاروخية المتبادلة. كما تكثف الأمم المتحدة وواشنطن وباريس اتصالاتها لمنع تطور المواجهة إلى حرب شاملة تتخطى الحدود اللبنانية.
وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية أن أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة ستكون لها تداعيات خطيرة على استقرار لبنان الذي يعاني أصلًا من أسوأ أزماته الاقتصادية والسياسية.