نيودلهي وواشنطن تتباحثان تخفيف الرسوم الجمركية المتصاعدة
تتواصل المباحثات المكثفة بين الهند والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية فرض واشنطن رسوماً جمركية عقابية بنسبة 50% على بعض صادرات نيودلهي الرئيسية، ما أثار قلق المسؤولين الهنود وأثر سلباً على تجارة المنسوجات والمواد الكيميائية والمنتجات الغذائية مثل الروبيان.
وفي أحدث التطورات، أجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
ونشر مودي عبر حسابه الرسمي على منصة إكس أن المكالمة كانت "ودية ومثمرة"، مؤكداً على التزام بلاده بالعمل مع واشنطن من أجل تعزيز السلام والاستقرار والازدهار العالمي.
وجرت المحادثة في سياق سلسلة اتصالات بين الزعيمين، بلغت ثلاث مرات منذ أن ضاعفت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات الهند، وهي خطوة أثرت على صادرات نيودلهي إلى أكبر شريك تجاري لها، حيث أظهرت بيانات الحكومة الهندية انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 9% تقريبًا على أساس سنوي في أكتوبر لتصل إلى 6.31 مليار دولار أمريكي، مقارنة بـ 6.91 مليار دولار في العام السابق، على الرغم من ارتفاعها عن سبتمبر 2025 التي بلغت 5.47 مليار دولار.

وتأتي هذه المباحثات وسط توترات تتعلق بالمنتجات الزراعية الأمريكية، حيث رفضت الهند فتح سوقها أمام الصادرات الزراعية الأمريكية مثل فول الصويا والذرة الرفيعة، ما أدى إلى توقف المفاوضات التجارية بين البلدين في يوليو الماضي.
كما امتنع الجانب الهندي عن الاعتراف بدور الرئيس ترامب في الوساطة خلال النزاع الهندي الباكستاني، وهو ما شكل عقبة إضافية أمام استئناف المفاوضات.
وفي جانب آخر، تستمر الولايات المتحدة بالضغط على الهند لتقليل مشترياتها من النفط الروسي، بعد فرض واشنطن عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل. وقد جاءت زيارة نائب الممثل التجاري الأمريكي، ريك سويتزر، إلى نيودلهي لمناقشة تخفيف الرسوم الجمركية والقيود غير الجمركية على الواردات الأمريكية، خصوصاً في قطاع الطاقة.
ويأتي ذلك بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نيودلهي الأسبوع الماضي، حيث عرض على الهند إمدادات وقود متواصلة، متحدياً بذلك الضغوط الأمريكية التي تهدف إلى الحد من شراء النفط الروسي.
وتشير التحليلات الاقتصادية إلى أن هذه الضغوط الأمريكية على الهند تهدف إلى حماية الشركات الأمريكية وتعزيز صادرات المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية في الأسواق الهندية الكبيرة.
وبهذا، تبرز محادثات مودي وترامب في ديسمبر 2025 كجزء من مسار دبلوماسي وتجاري دقيق، يسعى خلاله الجانبان إلى إيجاد حلول وسط للتحديات الاقتصادية المتبادلة، مع الحفاظ على تحالف استراتيجي يحافظ على استقرار العلاقات بين نيودلهي وواشنطن في ظل التحديات الإقليمية والدولية.