زيلينسكي: الاستفتاء حق الأوكرانيين في أي تنازلات أرضية
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الخميس، أن الشعب الأوكراني وحده هو صاحب القرار في أي تسوية تتعلق بالأراضي في إطار مفاوضات السلام المتواصلة مع روسيا، مشددًا على أن أي تنازل إقليمي لا يمكن فرضه من الحكومة بل يجب عرضه على استفتاء شعبي مباشر.
وقال الرئيس الأوكراني، في تصريحات نقلتها قناة CNBC عربية، إن مسألة السيادة على الأراضي تأتي ضمن بنود خطة السلام التي يجري العمل عليها، والتي تتضمن 20 بندًا تشمل ضمانات أمنية واتفاقيات لإعادة إعمار أوكرانيا. وأوضح أن “الأوكرانيين لهم الحق في إبداء رأيهم في مستقبل أراضيهم، ومن غير المقبول اتخاذ قرارات سيادية بهذا الحجم دون الرجوع إلى الشعب”.
وأشار زيلينسكي إلى أن نسخة محدثة من خطة السلام قد تم تسليمها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأربعاء، في إطار استمرار التنسيق مع واشنطن والدول الأوروبية الداعمة لكييف من أجل وضع خطوط واضحة لتسوية شاملة قد تنهي الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويأتي تصريح الرئيس الأوكراني في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدبلوماسية من الولايات المتحدة، خاصة بعد النقاشات التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام يشمل تنازلات إقليمية.

وقد أثارت هذه الطروحات حفيظة عدد من القادة الأوروبيين الذين أكدوا ضرورة احترام سيادة أوكرانيا وعدم فرض حلول تنتقص من حقوقها الإقليمية.
وتشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى أن أي خطة سلام تتطلب ضمانات أمنية صارمة لأوكرانيا، إضافة إلى آليات رقابة تمنع تكرار التصعيد العسكري مستقبلًا، خصوصًا في مناطق تشهد توترًا دائمًا مثل دونيتسك ولوغانسك.
ويرى مراقبون أن دعوة زيلينسكي لإجراء استفتاء تعكس تمسكه بالشرعية الديمقراطية، لكنها في الوقت نفسه خطوة معقدة سياسيًا وقانونيًا، إذ يتطلب إجراء استفتاء في دولة تعيش حالة حرب توافقًا واسعًا بين القوى السياسية، إضافة إلى استعدادات تنظيمية كبيرة.
كما يخشى محللون من أن منح الروس أي مساحة إضافية عبر تسويات غير متوازنة قد يؤدي إلى تهديد مباشر للأمن القومي الأوكراني، خصوصًا بعد تجارب تاريخية مريرة تتعلق بضم القرم واشتداد الصراع في دونباس.
وتتزامن تصريحات الرئيس الأوكراني مع تحركات دولية مكثفة لإنهاء الحرب التي خلّفت آلاف القتلى وخسائر اقتصادية هائلة ودمرت قدرًا كبيرًا من البنية التحتية في البلاد. ورغم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لا يزال التوصل إلى وقف إطلاق النار هدفًا بعيد المنال.
ويؤكد زيلينسكي أن أي حل يجب أن يكون “عادلاً ومتوازنًا ويحفظ أمن أوكرانيا”، وأن إشراك الشعب عبر الاستفتاء سيكون ضمانة لعدم فرض أي تنازل يتعارض مع الإرادة الوطنية.