3 ملايين إصابة بالملاريا سنويًا تهدد السودان صحياً
حذّر وزير الصحة السوداني، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، يوم الخميس، من تفاقم الوضع الصحي في السودان بعدما سجّلت البلاد أكثر من 3 ملايين إصابة سنويًا بمرض الملاريا، إلى جانب عدد كبير من الوفيات التي تتزايد مع استمرار التدهور الصحي في مختلف الولايات.
وأوضح وزير الصحة السوداني أن هذه الأرقام تعكس حجم "التهديد الوبائي" الذي يواجه البلاد، مشيرًا إلى أن الملاريا أصبحت تضرب قطاعات واسعة من السكان، خصوصًا في المناطق التي تشهد نزوحًا كبيرًا وصعوبة في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية. وأضاف أن انتشار المرض بهذا المعدل بات يشكل خطرًا على مستقبل الصحة العامة ويهدد حياة ملايين السودانيين سنويًا.
ويرى خبراء الصحة في السودان أن الملاريا لم تعد مجرد مرض موسمي، بل أصبحت أزمة صحية مزمنة تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً عبر تقديم الدعم الطبي، وتوفير الأدوية، والمساعدة في حملات الوقاية والرشّ، خاصة في ظل تدهور البنية التحتية الصحية.
ويأتي هذا الوضع المتدهور في ظل استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم وفق تقديرات الأمم المتحدة. فقد تسببت الحرب في تعطّل الخدمات الصحية، وتدمير العديد من المستشفيات، ونزوح ملايين السكان إلى مناطق محرومة من الخدمات.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تصريحات سابقة إلى ضرورة وقف القتال فورًا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن استمرار الصراع يهدد حياة الملايين ويمنع السيطرة على الأمراض الوبائية.

وفي سياق متصل، كانت منظمة اليونيسيف قد كشفت في تقرير سابق خلال مايو الماضي تسجيل أكثر من 7700 إصابة بمرض الكوليرا منذ بداية عام 2025، من بينها أكثر من ألف حالة في أطفال دون سن الخامسة، إضافة إلى تسجيل 185 وفاة في ولاية الخرطوم وحدها، وفقًا لما أعلنته السلطات الصحية السودانية.
وأوضحت المنظمة أن الهجمات المتكررة على محطات الطاقة في ولاية الخرطوم خلال الشهر الماضي أدت إلى انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وهو ما تسبب بدوره في زيادة حدة نقص المياه. وأشارت إلى أن العديد من الأسر لجأت إلى جمع المياه من مصادر ملوّثة، مما فاقم من خطر الإصابة بالكوليرا والأمراض المنقولة عبر المياه.
ويؤكد المسؤولون الصحيون في السودان أن الحرب وتراجع الخدمات الأساسية أسهما في انتشار الملاريا والكوليرا وأمراض أخرى نتيجة غياب مياه الشرب النظيفة وسوء الصرف الصحي. ومع غياب حل سياسي للأزمة، يتوقع خبراء الصحة استمرار ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات.
ويطالب القطاع الصحي في السودان بضرورة تحرك دولي عاجل لإنقاذ الوضع قبل الوصول إلى مرحلة الانهيار الكامل للنظام الصحي، خصوصًا في ظل تضاعف أعداد المرضى ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.