مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

نمو لافت في أعداد السياح الصينيين الوافدين إلى تونس

نشر
الأمصار

تشهد تونس خلال العام 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد السياح الصينيين، في مؤشر يُظهر تطورًا قويًا للسوق الآسيوية داخل القطاع السياحي التونسي، واستعادة النشاط السياحي لعافيته تدريجيًا بعد سنوات من التراجع العالمي. 

وكشفت أحدث البيانات الصادرة عن ممثلية الديوان الوطني التونسي للسياحة في بكين عن تحقيق تونس قفزة إيجابية في عدد الوافدين من الصين، سواء على المستوى الشهري أو التراكمي.

وبحسب الأرقام الرسمية، سجّل شهر نوفمبر 2025 وحده زيادة لافتة بنسبة 24.2% مقارنة بالشهر ذاته من سنة 2024، حيث استقبلت تونس 3147 سائحًا صينيًا، وهو ما يعكس اهتمامًا متناميًا بالسوق التونسية ضمن برامج السفر الصينية التي شهدت توسعًا كبيرًا خلال العام الحالي.

ولا تقتصر المكاسب على شهر واحد، بل تمتد إلى الفترة الممتدة من جانفي إلى نوفمبر 2025، إذ بلغ عدد السياح الصينيين القادمين إلى تونس 25 ألفًا و293 سائحًا، مقارنة بـ 21 ألفًا و386 سائحًا خلال الفترة نفسها من سنة 2024، أي بزيادة 18.3%، وهو ما يمثل أداءً قويًا ينسجم مع الأهداف التي وضعتها وزارة السياحة لتنويع الأسواق وجذب المزيد من الزوار من شرق آسيا.

ويربط خبراء السياحة هذا النمو المتسارع بارتفاع اهتمام المسافر الصيني بالوجهات المتوسطية الثقافية، إذ تقدم تونس مزيجًا غنيًا يجمع بين التراث التاريخي الضارب في القدم  من قرطاج إلى مدينة القيروان  إلى جانب تنوع طبيعي يمتد من الشواطئ الساحلية إلى الصحراء الجنوبية. كما أصبحت تونس تُطرح بقوة داخل برامج وكالات السفر الصينية التي توسّع عروضها نحو الوجهات العربية والإفريقية.

ويأتي هذا الاهتمام مدعومًا بالحضور المتزايد للحملات الترويجية التونسية داخل الصين، بما في ذلك المشاركة في المعارض السياحية الدولية والتعاون مع مؤثري منصات التواصل الاجتماعي الصينية، إلى جانب تفعيل الشراكات بين الشركات التونسية ونظيراتها الصينية في مجالات النقل والسفر وإدارة الوجهات.

وتعمل وزارة السياحة التونسية، عبر مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة في بكين، على تكثيف الترويج لتنوع المنتوج السياحي، بما يتماشى مع تطلعات السائح الصيني المعروف بحبه للتجارب الثقافية العميقة وزيارة المواقع الأثرية، فضلًا عن اهتمامه بالسياحة البيئية والصحراوية. كما تسعى تونس إلى تقديم خدمات مكيّفة مع متطلبات هذه السوق، مثل توفير مرشدين يتحدثون اللغة الصينية وتطوير منتجات سياحية تلائم تفضيلات المسافر الآسيوي.

ويؤكد مسؤولو القطاع أن هذا التقدم يترجم التزام تونس ببناء جسر مستدام للتبادل الثقافي والسياحي مع الصين، بما يعزّز مكانتها كوجهة جاذبة في شمال إفريقيا ويُسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني عبر تنويع الأسواق السياحية المعتمدة.

ومع استمرار تسجيل أرقام إيجابية على مدار العام، تتوقع الهياكل الرسمية أن يتواصل النمو خلال عام 2026، خاصة مع زيادة الرحلات المنظمة وتحسن القدرة الترويجية في السوق الصينية، ما يجعل من الصين إحدى أهم الأسواق الواعدة للقطاع السياحي التونسي خلال السنوات المقبلة.