مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

غزة في 2025.. عام الدماء والرجاء

نشر
الأمصار

شهد عام 2025 واحدا من أعقد الأعوام في مسار الحرب على غزة، حيث تقاطعت الهدنة الهشة مع تصعيد عسكري متجدد.

وبرزت مسارات متوازية من مفاوضات ناقصة، وصفقات تبادل واسعة، وعمليات عسكرية كثيفة أعادت رسم مشهد الصراع من جديد.

وبين وقف إطلاق نار لم يصمد، وعمليات إسرائيلية اتسعت شمالا وجنوبا، ظل الفلسطينيون يدفعون أثمانا إنسانية قاسية، بينما تحركت واشنطن وتل أبيب ورام الله وحماس في دوائر سياسية وأمنية متشابكة، شكلت خريطة العام.

وبدأ عام 2025 على وقع آمال خافتة بإمكانية تثبيت تهدئة طويلة في غزة، بعد شهور من القتال والاستنزاف.

ورغم التوصل إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار، سرعان ما ظهر التصعيد السياسي داخل إسرائيل والخلافات حول شروطه، مما جعل الهدنة تبدو هشة منذ لحظتها الأولى.

التحركات الأمريكية والإسرائيلية المتسارعة عمّقت المشهد المضطرب، ووضعت بذور الانهيار القادم.

تفاهمات أولية وتحولات سياسية

  • 15 يناير/كانون الثاني – إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد مفاوضات طويلة.
  • 19 يناير/كانون الثاني – بدء وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما وإطلاق أول 3 رهائن إسرائيليات.
  • في اليوم نفسه، إيتمار بن غفير يعلن انسحاب حزبه من الحكومة اعتراضا على الاتفاق.

وشكّلت الأسابيع الأولى من الهدنة مرحلة تبادل الأسرى هي الأكبر منذ سنوات، في محاولة لبناء مسار تدريجي نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.

 

لكن خلف صفقات التحرير كانت تتراكم توترات سياسية وأمنية، ومعها بدأت الهشاشة تتسلل إلى أي حديث عن تسوية.

ومع نهاية فبراير/شباط، بدا واضحاً أن التفاهمات تصطدم بواقع ميداني وسياسي أكثر تعقيداً من قدرة الأطراف على احتوائه.

 

فتح معابر وإطلاق أسرى

  • 1 فبراير/شباط – إعادة فتح معبر رفح، وإطلاق 183 أسيرا فلسطينيا.
  • 4 فبراير/شباط – ترامب يلمح لاحتمال سيطرة أمريكا على غزة.
  • 8 فبراير/شباط – حماس تطلق 3 رهائن مقابل 183 أسيرا فلسطينيا.
  • 15 فبراير/شباط – إطلاق 369 أسيرا إضافيا.
  • 20 فبراير/شباط – تسليم جثامين 4 رهائن إسرائيليين.
  • 26 و27 فبراير/شباط – إطلاق 642 أسيرا فلسطينيا على دفعتين.

العودة إلى المربع الأول

بداية مارس/آذار شهدت التحول الأخطر في مسار الأحداث، بعدما أعادت إسرائيل إطلاق عمليات عسكرية واسعة أنهت الهدنة فعلياً.

ومع اتساع الهجمات وتقدم القوات الإسرائيلية، دخل قطاع غزة مرحلة جديدة من المعاناة الإنسانية، وسط حصار خانق أدى إلى موجة وفيات بسبب الجوع ونقص الدواء.

اجتياحات وإخلاءات ومجاعات

  • 17 مايو/أيار – إسرائيل تعلن بدء عملية «عربات جدعون».
  • 19 مايو/أيار – أوامر إخلاء جديدة في خان يونس وبني سهيلة.
  • 20 مايو/أيار – وفاة 326 شخصاً بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية بعد الحصار الكامل.
  • 22 مايو/أيار – استهداف القيادي محمد السنوار.

تصعيد إقليمي ممتد

  • 9 يونيو/حزيران – إسرائيل تعترض سفينة «مادلين».
  • 13 يونيو/حزيران – إسرائيل تشن غارات جوية على إيران.
  • 26 يونيو/حزيران – وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

اغتيالات وتطويق وضغوط

في النصف الثاني من العام، اتجهت إسرائيل لتوسيع العمليات النوعية واستهداف قيادات بارزة من «حماس»، بالتوازي مع تطويق شامل لمدينة غزة واستمرار الضربات في الخارج.

هذه التطورات رفعت منسوب التوتر الإقليمي والدولي، وأعادت الصراع إلى دائرة احتكاك أوسع تجاوز حدود القطاع، بينما استمرت الجهود الدولية لمحاصرة تداعيات التصعيد.

أدت حملة إسرائيل العسكرية على غزة، والتي أطلقتها بعد هجوم شنته حركة حماس على تجمعات بجنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير مساحات واسعة من القطاع الساحلي.

قتلى غزة

تشير السلطات الصحية في غزة إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ثلثهم تقريبا دون سن 18 عاما.

ولا تفرّق وزارة الصحة في غزة بين المدنيين والمقاتلين في إحصاءاتها. وسبق أن ذكرت إسرائيل أن ما لا يقل عن 20 ألفا من القتلى من المسلحين.

وتزعم إسرائيل أن هجومها يستهدف حماس وأنها تحاول تجنب قتل المدنيين لكن عناصر الحركة هم من يختبئون بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.

وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة، واعتمدت على نطاق عمليات القتل كأحد الأدلة التي تدعم استنتاجها. ووصفت إسرائيل ما خلصت إليه اللجنة بأنه متحيز و"مخزٍ".

المباني المتضررة

يظهر تحليل أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية لبيانات تعود إلى يوليو (تموز) أن حوالي 193 ألف مبنى في غزة تعرض للدمار أو الأضرار. وأضاف المركز أن حوالي 213 مستشفى و1029 مدرسة استُهدفت.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى كانت في غزة لا تزال تعمل بشكل جزئي، كما أن المستشفيات في جنوب غزة تجد صعوبة في مواكبة الأعباء.

وعبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء مستوى الدمار في مدينة غزة المركز الحضري الرئيسي بالقطاع، وقالت إن أي عمل متعمد لنقل السكان سيكون بمثابة "تطهير عرقي".

النزوح

تقول الأمم المتحدة إن نحو 18 بالمئة من سكان قطاع غزة فقط لا يخضعون حاليا لأوامر نزوح أو محاصرين في مناطق عسكرية، فيما اضطر كثير من الفلسطينيين للنزوح عدة مرات.

ومنذ أن وسعت إسرائيل حملتها العسكرية على مدينة غزة في منتصف أغسطس، متوعدة بالقضاء على مقاتلي حماس، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 417 ألف حالة نزوح من شمال القطاع إلى جنوبه.

وتُصدر إسرائيل تحذيرات لسكان مدينة غزة للنزوح جنوبا. لكن منظمات الإغاثة تتحدث عن واقع مأساوي في جنوب غزة حيث تتكدس العائلات في خيام مؤقتة والخدمات تحت وطأة الضغط الهائل عاجزة عن استيعاب هذا السيل البشري المتدفق.

المساعدات

في 21 مايو، رفعت إسرائيل حصارا دام 11 أسبوعا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة. ومع ذلك، تقول وكالات الإغاثة إن ما يصل من مساعدات لا يكاد يلامس حجم الاحتياجات الهائلة.

وتؤكد العديد من هذه الوكالات أنها لا تزال تصطدم بعقبات لوجيستية، بما في ذلك إغلاق معبر زيكيم بين غزة وإسرائيل في 12 سبتمبر، وإغلاق جسر الملك حسين الذي يربط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن أمام إمدادات المساعدات الغذائية في 24 سبتمبر.

وتقول إسرائيل إنها لا تفرض سقفا على كميات المساعدات الغذائية التي تدخل واتهمت حماس بسرقتها، وهي اتهامات تنفيها الحركة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم اعتراض نحو 73 بالمئة من شاحنات المساعدات الغذائية المتجهة إلى غزة خلال سبتمبر إما على أيدي مدنيين يعانون من الجوع أو عصابات مسلحة.

وأظهرت بيانات لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن 2340 شخصا قتلوا منذ 27 مايو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام أو المساعدات في قطاع غزة، قرابة نصفهم سقطوا قرب مواقع إمداد عسكرية، فيما لقي الباقون حتفهم على امتداد طرق قوافل الإغاثة.

وتنفي مؤسسة غزة الإنسانية، التي بدأت توزيع الطعام منذ أواخر مايو من مراكز توزيع قليلة، وقوع أي حوادث قرب مواقعها.

وتعمل المؤسسة خارج منظومة الأمم المتحدة وتدعمها إسرائيل.

وتقول المؤسسة إنها وزعت أكثر من 175 مليون وجبة غذائية حتى 29 سبتمبر.