الناتو يحذر أوروبا من تهديد روسي ويطالب بتعزيز الجاهزية العسكرية
حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روتي، اليوم الخميس، من احتمال اندلاع حرب كبرى مع روسيا، داعياً الدول الأوروبية إلى الإسراع في تعزيز قدراتها الدفاعية والاستعداد الكامل لمواجهة أي عدوان محتمل.
وخلال كلمة ألقاها في العاصمة الألمانية برلين، أكد روتي أن روسيا قد تكون "الهدف التالي" للناتو، محذراً من أن التراخي أو الشعور بعدم الإلحاح لدى بعض أعضاء الحلف تجاه التهديد الروسي يمثل خطراً مباشراً على أمن أوروبا بأكملها. وقال روتي إن هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الوقت يعمل لصالح الحلفاء، بينما الواقع يشير إلى ضرورة تحرك عاجل لتعزيز الردع العسكري في مواجهة موسكو.

وشدد الأمين العام على أن روسيا أعادت الحرب إلى أوروبا، وأن الحلف يجب أن يكون مستعداً بشكل كامل لردع أي تحرك عسكري محتمل، بدل الاعتماد على افتراض زوال الأزمة تلقائياً. وحذر روتي من أن الصراع قد يتطور ليصل إلى نطاق حرب كبرى مماثلة لتلك التي شهدتها القارة في القرن العشرين إذا لم تُتخذ خطوات سريعة لتعزيز القدرات العسكرية الأوروبية وزيادة جاهزيتها الدفاعية.
وأكد روتي أن الحلفاء لا يدركون بشكل كافٍ حجم الخطر الذي تمثله روسيا، مشدداً على ضرورة زيادة الإنفاق العسكري، وتسريع الإنتاج الدفاعي، وتعزيز التعاون بين دول الناتو، مع التأكيد على أن قوة التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا تعتمد بشكل مباشر على قوة وتنظيم الدفاع الأوروبي نفسه. وأضاف أن روسيا قد تكون في وضع يسمح لها باستخدام القوة العسكرية ضد دول الناتو خلال السنوات الخمس المقبلة إذا لم يتم تعزيز الردع بشكل فعال.
وأشار الأمين العام إلى أن التهديد الروسي لا يقتصر على الأعمال العسكرية التقليدية، بل يشمل أيضاً الهجمات السيبرانية ومحاولات التخريب التي تستهدف زعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية، مما يجعل اليقظة والتنسيق بين دول الحلف أمراً حيوياً.
ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد التوترات بين الغرب وروسيا، خاصة في سياق الحرب المستمرة في أوكرانيا والدعم الغربي المقدم لها. ويعتبر خطاب روتي نداءً للاستيقاظ الجماعي بين أعضاء الناتو، محذراً من أن الاكتفاء بالإجراءات الجزئية قد يترك أوروبا عرضة لصراعات كبرى ومدمرة، ويطرح تساؤلات حول مدى استعداد الدول الأوروبية لتحمل تكاليف الدفاع وتأمين مستقبل القارة.
ويصف محللون هذا التحذير بأنه واحد من أكثر التصريحات وضوحاً منذ بداية الحرب الروسية-الأوكرانية، ويعكس الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي ورفع مستوى جاهزية القوات لمواجهة أي تهديد استراتيجي محتمل.