مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أوكرانيا بين القصف الروسي وانتقادات ترامب.. الانتخابات طريق البقاء الشرعي

نشر
الأمصار

بين تهديدات الحرب ومناورات السياسة، تتصاعد التوترات بين واشنطن وكييف، حيث يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاداته الحادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في وقت تؤكد فيه أوكرانيا تمسكها بالمسار الديمقراطي وإصرارها على تنظيم انتخابات عامة رغم الصراع المستمر مع روسيا.

 

مواجهة الانقسامات الدولية الداخلية والخارجية، تجعل أوكرانيا اليوم في مفترق طرق تاريخي، بين الحفاظ على شرعيتها السياسية ومواجهة الضغوط العسكرية المتزايدة.

 

ووصف ترامب الوضع السياسي في كييف بأنه "غير ديمقراطي"، مشيراً إلى أن الحرب تُستخدم كذريعة لتأجيل العملية الانتخابية.

 

وأضاف الرئيس الأميركي: "يجب أن يكون للشعب الأوكراني هذا الخيار... لا أعرف من سيفوز"، في إشارة إلى رغبته برؤية انتخابات نزيهة رغم استمرار الأزمة.

 

ترامب لم يكتفِ بذلك، بل شدد على أن روسيا تتمتع بـ"التفوق العسكري"، وأن هذا يمنحها موقفاً تفاوضياً قوياً، مستشهداً بتقدم القوات الروسية في نوفمبر الماضي باعتباره أكبر تقدم لها منذ بداية الحرب، وفق بيانات معهد دراسة الحرب في واشنطن. 


 

كما أعرب عن أسفه لما وصفه بـ"مقتل ملايين الأشخاص"، مشيراً إلى أن الخلاف الشخصي العميق بين زيلينسكي وبوتين يزيد من صعوبة التوصل إلى تسوية سلمية.

 

في المقابل، أظهر زيلينسكي حرص أوكرانيا على الاستمرار في المسار الديمقراطي، معلناً استعداد بلاده لإجراء انتخابات عامة خلال فترة لا تتجاوز 90 يوماً، رغم الظروف الأمنية المعقدة والحرب المستمرة.

 

وأكد أن الانتخابات تشكل ضرورة لتعزيز الشرعية السياسية في هذه المرحلة الحساسة، وأنه سيطلب من البرلمان الأوكراني تعديل الإطار القانوني الحالي الذي يمنع تنظيم الانتخابات أثناء الأحكام العرفية.

 

وأوضح زيلينسكي أن الهدف هو ضمان تنظيم انتخابات "آمنة وشفافة" تضمن استمرارية العملية الديمقراطية في البلاد، على الرغم من التحديات الميدانية والتهديدات العسكرية المستمرة.

 

وتظهر هذه التصريحات التباين الكبير في الرؤى بين القيادة الأوكرانية والولايات المتحدة، لا سيما فيما يتعلق بسبل التعامل مع الحرب وإدارة العملية السياسية الداخلية.

 

ففي حين يركز ترامب على إعادة النظر في القيادة الأوكرانية وانتقاد التعامل مع الحرب، يسعى زيلينسكي إلى تعزيز الشرعية الدستورية من خلال التمسك بإجراء انتخابات حرة رغم الأزمة، وهو ما يعكس التوتر بين الأولويات السياسية والاستراتيجية لكل طرف.


 

ومع استمرار القتال على الجبهة الشرقية وشمال البلاد، تبقى أوكرانيا أمام تحدٍ مزدوج: مواجهة التهديدات العسكرية المباشرة من روسيا، وفي الوقت نفسه الحفاظ على مؤسساتها الديمقراطية ومصداقيتها الدولية. هذه المعادلة الدقيقة تجعل من تصريحات ترامب وزيلينسكي مؤشرًا على صعوبة التوصل إلى حل سياسي سريع، وسط تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية للحفاظ على توازن السلطة في كييف.