مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

وفد سعودي يعلن اتفاقًا لتهدئة شرقي اليمن وتحييد حقول النفط

نشر
الأمصار

أعلن وفد سعودي، مساء الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بتحييد حقول النفط شرقي اليمن عن الصراع المسلح، مع الدعوة إلى سحب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة.

جاء ذلك في بيان صادر عن السلطة المحلية في حضرموت عقب لقاء جمع الوفد السعودي العسكري، برئاسة اللواء محمد بن عبيد القحطاني، مع مشايخ وأعيان وادي وصحراء حضرموت.

ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من إعلان "المجلس الانتقالي" استكمال سيطرة قواته على المهرة وبسط نفوذه على وادي حضرموت، رغم وجود اتفاق سابق للتهدئة.

وتصاعد التوتر شرقي اليمن بعد إعلان المجلس الانتقالي إطلاق عملية عسكرية باسم "المستقبل الواعد" الأربعاء الماضي، تمكن خلالها من السيطرة على مساحات واسعة من حضرموت، بينها حقول النفط ومدينة سيئون الحيوية التي تضم مطارًا دوليًا.

والأحد، فرضت قوات "الانتقالي" سيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة المهرة عقب دخول قوات كبيرة إلى المحافظة، وهي ثاني أكبر محافظات اليمن بعد حضرموت، وتضم مطار الغيضة الدولي وموانئ بحرية.

وجاءت هذه السيطرة بعد مواجهات محدودة خاضتها قوات "الانتقالي" ضد قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وضد قوات "حلف قبائل حضرموت"، وهو كيان قبلي محلي.

ونقل بيان السلطة المحلية عن القحطاني قوله إن "موقف المملكة ثابت تجاه محافظة حضرموت، ويدعم فرض التهدئة ووقف الصراع، وتعزيز الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو جر المحافظة إلى صراعات جديدة".

وأكد القحطاني استمرار موقف الرياض الداعي إلى "انسحاب جميع قوات المجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة، على أن تتولى قوات درع الوطن استلام المواقع والمعسكرات".

وشدد على "رفض أي محاولات تعيق مسار التهدئة"، معتبرًا أن حضرموت "ركيزة أساسية للاستقرار، وليست ساحة للصراع".

وأوضح أنه "تم التوصل إلى صيغة مبدئية مع أطراف السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت لضمان استمرار تدفق إنتاج النفط في بترومسيلة، وعدم تعطيل مصالح السكان، وتحييد مواقع النفط عن الصراع".

وأشار إلى أن تحييد الحقول سيجري عبر "خروج القوات الموجودة حاليًا من بترومسيلة، وتسلّم قوات حضرمية للمواقع تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية، بما يضمن تطبيع الحياة".

وتعد "بترومسيلة" شركة وطنية يمنية عاملة في الاستكشاف والإنتاج النفطي في حضرموت، كما تدير محطة كهرباء غازية بقدرة تقارب 75 ميغاوات. وتنتج نحو 10 آلاف برميل يوميًا، وفق تقارير رسمية، وتشكل إحدى ركائز الإنتاج النفطي في البلاد.

وأضاف القحطاني أن زيارة الوفد السعودي شهدت الاتفاق على "مصفوفة متكاملة من الإجراءات لدعم الأمن والاستقرار والتهدئة مع جميع الأطراف، بما في ذلك المجلس الانتقالي".

ولفت إلى أن "التحالف العربي بقيادة السعودية يبذل جهودًا حثيثة لإنهاء الأزمة وحلّ الصراع وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها".

وعقب التصعيد الميداني الأخير، أعلنت السلطة المحلية في حضرموت، بوساطة محلية ورعاية سعودية، "الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي، واستمرار الهدنة بين الطرفين إلى حين انتهاء لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق شامل".

غير أن الهدنة لم تصمد، إذ لا تزال الأوضاع متوترة، في ظل مطالبة الحكومة بانسحاب قوات "الانتقالي"، بينما يواصل الأخير اعتصامًا مفتوحًا لليوم الثالث في عدة محافظات جنوبية، مطالبًا المجتمع الدولي بدعم "استقلال الجنوب" وتغيير محافظ حضرموت.

ويُذكر أن "حلف قبائل حضرموت"، الذي تأسس عام 2013، ينادي بالحكم الذاتي للمحافظة، ولا يتبع للمجلس الانتقالي ولا للحكومة الشرعية. في حين تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، ويرفع شعار انفصال جنوب اليمن وعودة الأوضاع إلى ما قبل وحدة 22 مايو 1990.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب اليمنية والانقسامات الداخلية، ما أعاد تنشيط الدعوات الانفصالية، خصوصًا مع احتدام الصراع خلال السنوات الأخيرة.