مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ماهر المذيوب يحذر من أخطار تهدد وحدة وهوية تونس

نشر
الأمصار

أطلق البرلماني التونسي السابق ماهر المذيوب نداءً شديد اللهجة، محذرًا من خمسة تحديات كبرى يرى أنها تُهدد كيان الدولة التونسية وتماسك مجتمعها، وذلك في بيان رسمي نشره من العاصمة القطرية الدوحة.

 وأكد المذيوب أن استمرار الوضع السياسي الراهن في تونس تحت إدارة الرئيس التونسي قيس سعيّد يدفع البلاد إلى “منزلقات خطيرة” أصبحت واضحة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وأشار المذيوب إلى أن “الربيع التونسي المقبل لا يمكن أن يبنى إلا برحيل منظومة الاستبداد”، على حد وصفه، معتبرًا أن البلاد تحتاج إلى انطلاقة جديدة تستعيد بها ديناميكيتها السياسية والاجتماعية وتعيد الأمل إلى الشارع التونسي الذي يواجه أزمات متشابكة.

وقال المذيوب إن المجتمع التونسي يعيش حاليًا واحدة من أكثر الفترات احتقانًا في تاريخه الحديث، نتيجة انتشار خطاب الكراهية وتبادل الاتهامات، مضيفًا أن الشعبوية التي اتسعت خلال السنوات الأخيرة لعبت دورًا محوريًا في تمزيق النسيج الاجتماعي. ودعا إلى “هبة وطنية جامعة” تعيد التوازن وتضع حدًا للاستقطاب الذي بات يهدد السلم الأهلي، مطالبًا برحيل منظومة الحكم الحالية باعتبارها  وفق وصفه  “تغذي نار الانقسام وتستثمر في الأزمات”.

وحذر المذيوب من أن تراجع القرار السيادي في تونس وازدياد التدخلات الخارجية يمثلان خطرًا مباشرًا على وحدة الدولة. وأكد أن تونس تمتلك أدوات قانونية ودولية تتيح لها حماية سيادتها، من بينها صفتها كشريك استراتيجي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، داعيًا السلطات التونسية إلى تفعيل هذه الشراكات لحماية الأمن القومي.

وفي ما يتعلق بملف الهجرة، دعا المذيوب إلى اعتماد مقاربة واقعية ومتوازنة تحترم حقوق الإنسان، وفي الوقت ذاته تحافظ على المصلحة الوطنية التونسية. وشدد على ضرورة إعادة المهاجرين غير النظاميين الذين لا يواجهون مخاطر مباشرة إلى بلدانهم الأصلية بالتنسيق مع المنظمات الأممية المختصة. واعتبر أن ترك هذا الملف دون معالجة جادة يضع تونس أمام مسؤولية دولية قد تتفاقم مستقبلاً.

وأشار المذيوب إلى أن تونس دولة عربية ومسلمة وسنية ومدنية، معتبرًا أن هذه الهوية ليست محل نقاش أو مساومة. وحذر من وجود محاولات “ظاهرة أو خفية” – وفق قوله – لاستهداف طبيعة المجتمع التونسي المتجذرة في عمقه الحضاري. وأكد أن التونسيين لم يسعوا يومًا إلى تغيير معتقدات الآخرين، ويرفضون في المقابل أي محاولة للتأثير على عقيدتهم أو مكونات هويتهم.

سلط المذيوب الضوء على الوضع الاقتصادي الصعب في تونس، مشيرًا إلى أن أكثر من 15% من المواطنين يعانون من الجوع، فيما وصلت نسبة الفقر إلى 25%، بينما تقترب البطالة – الواقعية أو المقنّعة – من 40%. وقال إن غياب رؤية اقتصادية واضحة، وانعدام شراكات تنموية قوية، يضعان مستقبل البلاد أمام تحدٍّ كبير، ويجعلان “الحلم التونسي” مهددًا بالزوال.

دعوة لإنقاذ وطني شامل

وفي ختام بيانه، دعا المذيوب إلى “انطلاقة وطنية جريئة”، ترتكز على قيم العدالة والكرامة والعمل، بعيدًا عن الشعارات الشعبوية أو السياسات الإقصائية. وشدد على أن إعادة بناء تونس لن يكون ممكنًا إلا بتكاتف أبنائها وتحررهم من الخوف وسياسات التضليل.