انتقادات للسياسة المالية للحكومة الألمانية ومطالب بإصلاحات جذرية.. تفاصيل
انتقدت الخبيرة الاقتصادية الألمانية، فيرونيكا جريم، نهج الحكومة الاتحادية في سياسة المعاشات والشؤون المالية، ووصفتها بأنها غير عادلة اجتماعياً.
وقالت جريم: "الحكومة الاتحادية تنتهج سياسة تأتي على حساب البسطاء، وتضع ألمانيا على حافة الهاوية".
وحذرت جريم قائلة: "بحلول عام 2029 سنكون في وضع تستهلك فيه النفقات الاجتماعية وأعباء الفوائد ونفقات الدفاع كامل الإيرادات المتوقعة للدولة"، مشيرة إلى أن الأوساط الاقتصادية تدرك أن زيادات ضريبية كبيرة تلوح في الأفق، ما يدفع العديد من الشركات إلى دراسة نقل مواقعها إلى الخارج، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وأضافت جريم: "أخشى أن نشهد تزايداً في نزوح الشركات، وهذا بدوره يقلل فرص النمو"، موضحة أن الشباب المؤهلين تأهيلاً عالياً يتمتعون بقدرة على التنقل دولياً، وسينتقلون إلى دول أخرى إذا ارتفعت الضرائب والرسوم، "أما من سيتضرر فهم أصحاب الدخول العادية الذين لا يتمتعون بهذه المرونة".
وأكدت جريم أن هناك حاجة إلى إصلاحات صارمة، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن تنفيذها سيكون أصعب على الائتلاف الحالي مقارنة بالحكومات السابقة، وقالت: "مقارنة باليوم، كان الأمر أسهل بالنسبة للمستشار جيرهارد شرودر في زمن أجندة 2010، إذ كان عليه فقط جعل الاقتصاد تنافسياً، وكانت المنتجات جيدة بالفعل".
وأوضحت أن التحدي اليوم يتمثل في أن ألمانيا يجب أن تعود إلى الصدارة في تحويل التطورات التكنولوجية إلى قيمة مضافة، مشيرة إلى أنه بسبب النجاحات الصناعية السابقة والتحفظات السياسية، لم يتم الاستثمار الكافي في الابتكار بمجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل الهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي والتقنيات النووية، مضيفة أن المنافسة من الصين تتزايد بقوة بعدما حققت تقدماً كبيراً في المجال التكنولوجي.
ألمانيا تعزز الجبهة الشرقية بنشر مقاتلات يورو فايتر في بولندا
في خطوة دفاعية جديدة تعكس تنامي التحديات الأمنية في شرق القارة الأوروبية، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الخميس، نشر مقاتلات "يورو فايتر" في قاعدة مالبورك شمال جمهورية بولندا، وذلك ضمن مهمة الشرطة الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتمثل هذه الخطوة امتدادًا مباشرًا لجهود تعزيز الجاهزية الدفاعية للحلف على جناحه الشرقي، في ظل استمرار التوترات المحيطة بمنطقة أوروبا الشرقية.
وأكدت القوات الجوية الألمانية أن هذا الانتشار يأتي في إطار دعم قدرات الردع الجوية للناتو، وتعزيز منظومة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للحلف (IAMD). ويشارك في المهمة حوالي 150 فردًا من الجناح التكتيكي الجوي 31 التابع لسلاح الجو الألماني، إلى جانب وحدات دعم أخرى تعمل على توفير جاهزية عملياتية عالية المستوى، مع ضمان القدرة على الاستجابة الفورية على مدار 24 ساعة لأي تهديد جوي محتمل.
وأوضح قائد القوة الجوية الألمانية المشاركة في المهمة أن تمركز مقاتلات "يورو فايتر" في بولندا يُعد رسالة واضحة حول التزام دولة ألمانيا الثابت بالدفاع الجماعي داخل حلف الناتو، مشيرًا إلى أن التعاون بين سلاح الجو الألماني ونظيره البولندي سيستمر خلال الأشهر الأربعة المقبلة عبر تدريبات ومهام مشتركة.
وقال القائد العسكري الألماني إن هذا الانتشار لا يستهدف التصعيد، وإنما يعكس صلب استراتيجية الحلف القائمة على الردع والجاهزية، مع توفير قدرات عملياتية متقدمة لضمان حماية المجال الجوي للحلفاء، خاصة في المناطق المحاذية لنقاط التوتر.