مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

السيادة مقابل التدخل.. مادورو يرفع حالة التأهب والولايات المتحدة تتوعد

نشر
الأمصار

في مشهد يعيد إلى الأذهان ملامح الحرب الباردة، تتجه الأنظار إلى مياه البحر الكاريبي حيث تتصاعد نذر المواجهة بين فنزويلا والولايات المتحدة.

 

أسطول حربي ضخم، حاملة طائرات هي الأكبر في العالم، وعمليات عسكرية معلنة تحت شعار مكافحة تهريب المخدرات، يقابلها خطاب تعبوي في كاراكاس وتحذيرات من “عدوان إمبريالي” يستهدف قلب السيادة الفنزويلية وذهبها الأسود.

 

وفي خطوة تعبّر عن حالة القلق داخل القيادة الفنزويلية، دعا مادورو إلى تكثيف عمليات التجنيد العسكري لتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة أي تدخل محتمل.

 

ويبلغ عدد أفراد القوات المسلحة الفنزويلية نحو 200 ألف جندي، إضافة إلى 200 ألف عنصر في الشرطة، وفقاً للإحصاءات الرسمية، فيما يؤكد المسؤولون في كاراكاس أن هذه القوات مستعدة لأي مواجهة دفاعية.

 

وخلال احتفال عسكري في قاعدة فويرتي تيونا، كبرى القواعد العسكرية في البلاد، صرح الكولونيل جابرييل ريندون قائلاً: "لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف بغزو من قوة إمبريالية". 

 

جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه القوات الأميركية تنفيذ عمليات ضد قوارب يُشتبه بارتباطها بشبكات تهريب المخدرات، وأسفرت عن تدمير أكثر من 20 قاربا ومقتل ما لا يقل عن 87 شخصاً، بحسب البيانات المتوفرة.

 

وتتخذ واشنطن موقفاً أكثر تشدداً تجاه حكومة مادورو، إذ اتهمته بقيادة ما يُعرف بـ"كارتل الشمس"، وصنفته الشهر الماضي كمنظمة إرهابية، ويبدو أن هذه الاتهامات تُستخدم كذريعة لتصعيد التدخل العسكري، خاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزم بلاده بدء "عمليات برية" داخل فنزويلا، في تحول خطير من الضربات البحرية إلى تدخل مباشر على الأراضي الفنزويلية.

 

كما أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا بالكامل، الأمر الذي أدى إلى تعليق شركات طيران أوروبية رحلاتها إلى العاصمة كاراكاس، مما فاقم عزلة فنزويلا وأثار مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية.

 

وفي خضم هذه التطورات، دخلت تركيا على خط المساعي الدبلوماسية، إذ أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع مادورو أكد خلالها أهمية استمرار قنوات الحوار بين فنزويلا والولايات المتحدة.

 

وشدد أردوغان في بيان صادر عن الرئاسة التركية على أن بلاده تتابع الوضع عن كثب، وتؤمن بإمكانية حل الأزمات عبر الطرق السلمية، معرباً عن أمله في التوصل إلى تسوية في أقرب وقت.

 

وبين التصعيد العسكري والجهود الدبلوماسية، تقف فنزويلا على مفترق طرق خطير، ما يجعل التطورات المقبلة حاسمة في رسم مستقبل المنطقة بأكملها.