سفينة الغراب الروسية تصل الجزائر لتمرين بحري مشترك
في إطار تعاون عسكري متصاعد بين الجزائر وروسيا، وصلت السفينة الحربية الروسية "الغراب" التابعة لأسطول بحر البلطيق، إلى ميناء الجزائر اليوم الأحد، لبدء زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، تتضمن تنفيذ تمرين بحري مشترك مع قوات البحرية الجزائرية. وتأتي هذه الخطوة في ظل توثيق الشراكة الدفاعية بين البلدين، وتعزيز مستوى المناورات البحرية المشتركة في غرب المتوسط.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان رسمي إن قائد البعثة الروسية، مرفوقًا بوفد عسكري، عقد لقاءً في مقر القاعدة البحرية بالجزائر العاصمة مع أحد مسؤولي القيادة البحرية للمنطقة الوسطى، حيث جرى التباحث حول سبل رفع مستوى التعاون الثنائي وتطوير تبادل الخبرات بين القوات البحرية في البلدين.
وأكد البيان أن هذه الزيارة تأتي في إطار برنامج التعاون العسكري الثنائي المعتمد بين الجزائر وروسيا، والذي يشهد نشاطًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل المناورة البحرية المشتركة
من المقرر تنفيذ التمرين البحري في عرض البحر بمشاركة كل من:
السفينة الجزائرية "المتصدي" التابعة للبحرية الجزائرية،
القطعة البحرية الروسية "الغراب" (BOIKII).
ووفق وزارة الدفاع الجزائرية، يهدف التمرين إلى:
تعزيز العمل المشترك بين وحدات البلدين،
تطوير مهارات المناورة البحرية،
رفع مستوى التنسيق العملياتي،
التدريب على الاتصالات العسكرية البحرية،
تبادل الخبرات في مجالات السلامة البحرية.

ويعد هذا النوع من التمارين دليلًا على مستوى الثقة والتقارب العسكري بين الجزائر وروسيا، خاصة في قطاعات البحرية والدفاع البحري.
مناورات دورية وعلاقات دفاعية راسخة
وتجري الجزائر وروسيا مناورات بحرية مشتركة بشكل منتظم، كان آخرها في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 في البحر المتوسط، واستمرت أربعة أيام، وشملت تدريبات على مكافحة القرصنة والتصدي لتهديدات محتملة في المياه الإقليمية.
كما يشهد التعاون العسكري بين البلدين تبادلًا مستمرًا لزيارات كبار القادة، كان آخرها زيارة ديمتري شوغاييف، مسؤول المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري-التقني الروسية، إلى الجزائر نهاية نوفمبر الماضي، حيث ناقش الجانبان تطوير الشراكات الدفاعية وصفقات التسلح.
ويشير مراقبون إلى أن الجزائر تُعد من أبرز حلفاء روسيا العسكريين في إفريقيا، وواحدة من أكبر مستوردي السلاح الروسي في المنطقة. ويُنظر للمناورات المشتركة على أنها خطوة لتعميق التنسيق الاستراتيجي، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية الإقليمية في الساحل والبحر المتوسط.
تُبرهن زيارة سفينة "الغراب" وتنفيذ التمرين البحري على استمرار الشراكة الدفاعية بين الجزائر وروسيا، وعلى رغبة الطرفين في توسيع نطاق التعاون في مجالات العمليات البحرية وتطوير القدرات المشتركة.