مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

حرب أوكرانيا والسياسة الأمريكية تتصدران أجندة منتدى الدوحة 2025

نشر
الأمصار

شهد منتدى الدوحة 2025 في يومه الثاني زخماً دولياً واسعاً بمشاركة ممثلين عن أكثر من 160 دولة وحضور تجاوز 6 آلاف مشارك من قادة سياسيين ودبلوماسيين وخبراء دوليين، في مقدمتهم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى جانب مسؤولين بارزين من مختلف أنحاء العالم. وتصدرت ملفات الحرب في أوكرانيا والسياسات الأمريكية في الخارج نقاشات جلسات اليوم، وسط اهتمام كبير بالتحديات الجيوسياسية المتصاعدة.

وفي الجلسة الأولى، تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي أكدت وجود ما وصفته بـ"الابتعاد المتزايد عن القيم الأمريكية الأساسية" في المشهد الدولي، مشيرة إلى أهمية العودة للالتزام بالقانون الدولي والمعايير العالمية للتعامل مع الأزمات. وأكدت أن الولايات المتحدة بحاجة إلى مراجعة سياساتها تجاه موسكو، معتبرة أن دعم واشنطن لكييف خلال السنوات الماضية لم يكن كافياً لردع التقدم الروسي.

وقالت كلينتون إن خطة السلام المقترحة المكونة من 20 بنداً تحتاج إلى جهود دبلوماسية معقدة، ومفاوضات تستند إلى الحوافز والضغوط لإقناع جميع الأطراف بالجلوس على طاولة واحدة. واستعادت تجاربها السابقة في اتفاقية "الجمعة العظيمة" في أيرلندا الشمالية واتفاق دايتون في البلقان، مؤكدة أن أي عملية سلام ناجحة تعتمد على عمل ميداني مكثف وتخطيط استراتيجي طويل المدى.

وتطرقت الوزيرة السابقة إلى الدور الصيني في إفريقيا، معتبرة أن بكين تسد فراغاً تركته واشنطن بسبب ضعف استخدامها للقوة الناعمة، مثل برامج التنمية والمساعدات. 

وشددت على ضرورة تبني الولايات المتحدة مقاربة تجمع بين المنافسة الاقتصادية واستخدام أدوات الدبلوماسية الناعمة.

كما انتقدت كلينتون اعتماد شريحة واسعة من الشباب الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي في متابعة الأخبار، معتبرة أن هذه المنصات لا توفر الصورة الكاملة، مشددة على أهمية الإعلام المهني، بما في ذلك تغطيات الصحفيين في مناطق النزاع مثل غزة وأوكرانيا.

وعبّرت كلينتون عن قلقها من تدهور أوضاع حقوق الإنسان في عدة مناطق، من بينها إسرائيل وغزة وروسيا وأوكرانيا والسودان والكونغو الشرقية، مؤكدة أن الولايات المتحدة مطالبة بلعب دور أكبر في تخفيف المعاناة الإنسانية. كما انتقدت قصور الكونغرس في أداء دوره الرقابي، معتبرة أن تراجع العمل المؤسسي يؤثر على جودة القرارات السياسية.

وفي جلسة لاحقة، تناول دونالد ترامب الابن الأوضاع العالمية، مؤكداً أن الشعب الأمريكي لم يعد مستعداً لتحمّل أعباء الأزمات الدولية وحده. وأشاد بدور دولة قطر في الوساطة واحتضان مباحثات السلام بعيداً عن الضغوط الإعلامية. كما انتقد السياسات الأمريكية السابقة التي سمحت — بحسب وصفه — لقوى "عدوانية" بالتحرك بحرية، مشيراً إلى آثار المشاريع الصينية الفاشلة في إفريقيا. وأثنى على إيلون ماسك ودوره في تعزيز حرية التعبير والتقدم التقني، لكنه رفض الجزم بعودة والده للانتخابات المقبلة قائلاً: "لا أحد يمكنه توقع قراراته".

أما في الجلسة الثالثة، فأكد رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن الحرب في أوكرانيا أصبحت تهديداً عالمياً يعمّق الانقسامات الدولية، مضيفاً أن الحلول الدبلوماسية ممكنة وأن بلاده تدعم جميع الجهود الرامية إلى تسوية سلمية. وأشار إلى أن علاقة الدوحة بالولايات المتحدة تقوم على شراكة استراتيجية متبادلة واستثمارات مشتركة وليست مبنية على مساعدات، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني مع واشنطن.