مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تسرب مياه يدمّر 400 كتاب ووثيقة بمكتبة آثار اللوفر

نشر
الأمصار

شهد متحف اللوفر في فرنسا حادثة جديدة تضيف إلى سلسلة المشاكل التي يواجهها المتحف خلال الفترة الأخيرة، بعد أن أدّى تسرب مياه شديد يوم 27 نوفمبر إلى تلف نحو 400 كتاب ووثيقة أثرية داخل مكتبة قسم الآثار المصرية بالمتحف، وفق ما أفادت به مجلة لا تريبيون دو لارت، مؤكدةً ذلك قناة BFMTV.

وأوضحت التقارير أن التسرب نجم عن عطل في أحد الأنابيب المارّة فوق المكتبة، ما تسبب بتدفق مياه متسخة إلى الرفوف والأرضيات، ووصولها إلى خزانة كهربائية، في حادثة كادت أن تؤدي إلى اندلاع حريق. وأشارت لجنة النظافة والسلامة وظروف العمل إلى أن العديد من الكتب، وخصوصًا ذات الأغلفة القديمة والنادرة، تعرضت لتلف كبير، وبعضها لم يعد قابلاً للإصلاح، مما يمثل خسارة ثقافية وعلمية هامة.

ويعد قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر واحدًا من أهم الأقسام التي تحوي مكتبات ووثائق نادرة تتعلق بتاريخ مصر الفرعونية، حيث تحتوي المكتبة على آلاف الكتب والمخطوطات والأبحاث العلمية التي توثق آلاف السنين من التاريخ المصري القديم. 

وقد حذّر القسم مرارًا إدارة المتحف من خطورة الأنابيب القديمة على سلامة الوثائق، وطلب تمويلاً عاجلاً لتجديد أنظمة الحماية والحفاظ على الكتب من مخاطر التسرب المتكرر، إلا أن هذه المطالب لم تلقَ أي استجابة، رغم تكرار حوادث طفيفة مشابهة في السنوات الماضية.

وتأتي هذه الحادثة بعد أيام قليلة من حادثة سرقة مجوهرات التاج داخل المتحف، ما دفع الصحافة الفرنسية لوصف ما يحدث في اللوفر بأنه "سلسلة كوارث" تضرب المؤسسة خلال فترة زمنية قصيرة. ويثير الحادث أيضًا مخاوف من تكرار مشاكل البنية التحتية في المتحف، الذي يعد أحد أبرز المتاحف العالمية وأكثرها زيارة سنويًا، ويستقبل ملايين الزوار من مختلف دول العالم، ويضم مجموعات فنية وتاريخية لا تُقدر بثمن.

وطالب خبراء ومتخصصون في التراث الثقافي إدارة اللوفر بوضع خطة عاجلة لترميم المكتبة، وتعزيز أنظمة الحماية من المياه والحرائق، لضمان الحفاظ على الوثائق النادرة والكتب القديمة التي تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخ الإنسانية والحضارة المصرية. كما دعا البعض إلى إشراك خبراء دوليين في مجال الحفظ والصيانة لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.