ارتفاع ضحايا مجزرة كلوقي السودانية وسط هجوم جديد بالطائرات
ارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع السودانية بالطائرات المسيّرة على منطقة كلوقي في ولاية جنوب كردفان إلى 114 قتيلًا، وفق ما أكدته وسائل إعلام سودانية، في واحدة من أكثر الهجمات دموية التي تشهدها الولاية منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من استهداف متكرر لمناطق مدنية، من بينها روضة أطفال ومستشفى ريفي، ما أثار ردود فعل واسعة محليًا ودوليًا حول خطورة تزايد الهجمات على المدنيين ومرافق الرعاية الصحية.
وبحسب مصادر محلية من الولاية، فقد أطلقت طائرة مُسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع ثلاثة صواريخ متتابعة على البلدة الواقعة شرق جنوب كردفان.
الصاروخ الأول سقط مباشرة على روضة للأطفال، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى وإصابات وسط الأطفال والمعلمات والموجودين في المكان. ومع بدء تجمع المواطنين لمحاولة تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، استهدفت الطائرة المنطقة بصاروخ ثانٍ، ما أدى إلى مضاعفة الخسائر البشرية وسقوط عدد جديد من الضحايا.

ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، إذ عادت الطائرة المسيّرة لتطلق صاروخًا ثالثًا على المستشفى الريفي أثناء نقل المصابين إليه، مما تسبب في تدمير أجزاء واسعة من المستشفى وسقوط مزيد من القتلى والمصابين، إضافة إلى تعطيل القدرة الطبية على إنقاذ الجرحى. وأكد شهود عيان أن الهجوم الأخير كان الأكثر تدميرًا، نظرًا لاستهدافه المباشر لمرفق صحي يعتمد عليه مئات المواطنين في المنطقة.
وفي وقت سابق، أصدر المدير التنفيذي لمحلية كلوقي بيانًا صحفيًا كشف خلاله أن العدد الرسمي الأولي للضحايا الذين جرى حصرهم بلغ 79 شهيدًا، منهم 32 رجلًا و4 نساء و43 طفلًا، إلى جانب 38 مصابًا من مختلف الأعمار بينهم رجال وسيدات وأطفال.
وأشار المسؤول إلى أن بعض المصابين نُقلوا خارج المنطقة بواسطة ذويهم، ما قد يؤدي إلى اختلاف الأرقام الرسمية لاحقًا.
كما أشار البيان إلى احتمال وجود ضحايا لم يتم حصرهم بعد، خاصةً أن المستشفى الذي كان ينقل إليه الجرحى تعرض للقصف أيضًا، وهو ما تسبب في تعقيد عمليات الإنقاذ والإخلاء الطبي.
وتحدثت مصادر أهلية عن وجود مفقودين تحت الأنقاض، بينما لا تزال فرق الإسعاف تحاول الوصول إلى بعض المناطق المتضررة التي صعب الدخول إليها بفعل الدمار الذي خلفه القصف.
ويُذكر أن منطقة جنوب كردفان تشهد منذ أشهر تصاعدًا في أعمال العنف بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع، حيث تتكرر الهجمات بالطائرات المسيّرة على المدن والقرى، ما تسبب في موجات نزوح واسعة وتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية. وتطالب منظمات حقوقية دولية بوقف فوري للهجمات العشوائية على المدنيين، وفتح ممرات آمنة للمساعدات الطبية والإنسانية، محذرة من أن استمرار هذا النمط من الهجمات قد يرقى إلى جرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي.