مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الجيش الأمريكي يعلن إحباط تهريب أسلحة لحزب الله عبر سوريا

نشر
الأمصار

أعلنت قيادة القوات الوسطى الأمريكية (CENTCOM)، اليوم الجمعة، أن قوات أمن سورية تمكنت خلال الأيام الماضية من اعتراض عدة شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني، وهو تطور وصفته واشنطن بأنه خطوة مهمة ضمن جهود إقليمية أوسع للحد من تدفق السلاح إلى المجموعات المسلحة في المنطقة.

وقال قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، إن الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين “يتشاركون مصلحة واضحة في دعم جهود نزع سلاح حزب الله والحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.

 وأكد أن التحرك الأخير يعكس مستوى متقدماً من التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة، وعلى رأسها سوريا ولبنان.

وأوضحت القيادة الأمريكية، في بيان رسمي، أن الاعتراض شمل “عدة شحنات أسلحة” تم نقلها عبر طرق غير شرعية من الأراضي السورية نحو لبنان، في توقيت يتزامن مع جهود دولية ومحلية تستهدف منع حزب الله من إعادة تشكيل قوته العسكرية.

وبحسب البيان، فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى تعاون وثيق بين أجهزة الأمن السورية وشركاء دوليين في تتبع مسارات التهريب وتعطيلها، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على قدرة حزب الله على الحصول على السلاح، وخصوصاً الأسلحة المتوسطة والثقيلة التي تعتمد عليها الميليشيا في بناء نفوذها العسكري.

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وقوات الأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) قد عقدت اجتماعاً مشتركاً مع الجيش اللبناني في بلدة الناقورة جنوبي لبنان في أواخر أكتوبر 2025، بهدف تنسيق آليات تنفيذ خطة نزع السلاح المتفق عليها في أعقاب وقف إطلاق النار الأخير.

وخلال الاجتماع، جدد الأدميرال كوبر دعم واشنطن الكامل للجيش اللبناني، مؤكداً أن “الشركاء الدوليين مستمرون في قيادة الجهود الهادفة لضمان نجاح خطة نزع السلاح”.

كما كشفت CENTCOM عن أن الجيش اللبناني أزال خلال الأسابيع الماضية آلاف الصواريخ والقذائف من المناطق الجنوبية، في إطار عمليات واسعة لتطهير المناطق الحدودية من الأسلحة الثقيلة والذخائر غير المنفجرة.

ويأتي الإعلان الأمريكي في ظل استمرار انسحاب نسبي للقوى المسلحة من جنوب لبنان، وزيادة انتشار وحدات الجيش اللبناني بدعم دولي، وهو ما قد يمهد – وفق تقديرات مراقبين لتثبيت حالة من الاستقرار طويلة الأمد على الحدود اللبنانية.

إلا أن العملية لا تزال تواجه تحديات كبيرة، أبرزها أن حزب الله لم يعلن حتى الآن موافقته على تسليم كامل سلاحه، ما يخلق مخاوف من إمكانية تحوله إلى عامل توتر جديد إذا اشتدت الضغوط عليه دون توفير غطاء سياسي يضمن مشاركة جميع الأطراف في أي ترتيبات أمنية جديدة.

كما يبرز سؤال مهم حول قدرة الأجهزة الأمنية السورية على منع عمليات التهريب بشكل كامل، خاصة في مناطق واسعة تشهد نشاطاً مستمراً لشبكات تهريب السلاح وتداخل النفوذ العسكري.

يمثل اعتراض شحنات الأسلحة الجديدة من سوريا إلى لبنان مؤشراً واضحاً على وجود تنسيق أوسع بين دمشق وواشنطن وشركاء آخرين، وهو ما يعزز مسار تطويق قدرات حزب الله العسكرية، في وقت تبحث فيه المنطقة عن ترتيبات أمنية جديدة تضمن الاستقرار وتمنع الانفجار العسكري مجدداً