الجيش السوداني يُحبط هجومًا لقوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة
في تطوّر جديد داخل ساحة الصراع السوداني، أعلن الجيش أنه تمكن من صدّ هجوم شنته قوات الدعم السريع على مدينة بابنوسة، المعقل الأخير له بولاية غرب كردفان، مؤكداً أن الهجوم جاء في وقت يستمر فيه التدهور الإنساني ويزداد الضغط على المناطق المتضررة.
وقال الجيش إن الهجوم الأخير يُعد امتدادًا لمحاولات قوات الدعم السريع التقدم نحو مواقع استراتيجية، مشيرًا إلى أن «إعلان الهدنة» الذي تروج له قوات الدعم السريع ليس سوى مناورة سياسية تهدف – وفق تعبيره – إلى التغطية على تحركات عسكرية ودعم خارجي متصاعد. كما أوضح أن بابنوسة تتعرض منذ فترة لهجمات بطائرات مسيّرة رغم الادعاءات المتكررة بوقف إطلاق النار.
وعلى الصعيد الإنساني، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا حادًّا اتهمت فيه قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب خلال هجومها على مخيم زمزم للنازحين في أبريل الماضي، مؤكدة أن الهجوم شمل عمليات قتل متعمد، واحتجاز رهائن، ونهب منشآت خدمية ومساجد ومدارس. ولفت التقرير إلى أن «الهجوم الوحشي» دفع نحو نصف مليون شخص للفرار خلال يومين فقط.
التقرير أشار كذلك إلى أن الهجوم جاء ضمن حملة عسكرية أوسع تهدف للسيطرة على مدينة الفاشر، وهو ما تحقق في أواخر أكتوبر عندما بسطت قوات الدعم السريع نفوذها على آخر معاقل الجيش في دارفور، وسط اتهامات بإعدامات ميدانية واعتداءات ممنهجة على النساء والفتيات.
وعلى الجانب الميداني، شهدت شمال كردفان تصاعدًا في العمليات العسكرية قبل يومين، بعدما أفاد سكان الأبيّض بانفجار مسيّرة قرب مقر قيادة عسكرية. كما تجدّدت الاشتباكات في بابنوسة، التي تبقى آخر نقطة تمركز للجيش في غرب كردفان وتكتسب أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الربط بين الخرطوم وإقليم دارفور.
ويستمر النزاع في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وسط تحذيرات دولية من تفاقم كارثة إنسانية تهدد ملايين السكان مع استمرار المعارك واتساع دائرة القتال.
وكانت أفادت شبكة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، عن مصير مجهول لعشرات الأسر والأطفال بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان في وسط البلاد.