الإمارات تعزز التضامن الخليجي في القمة الخليجية الـ46 بالبحرين
تستضيف مملكة البحرين اليوم الأربعاء القمة الخليجية السادسة والأربعين، في وقت تواصل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها لتعزيز التضامن بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
القمة تمثل محطة مهمة لاستعراض جهود التعاون الخليجي وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
نيابةً عن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يترأس الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وفد الإمارات إلى القمة، وهي الثامنة التي تُعقد في البحرين منذ تأسيس المجلس.
ويأتي هذا التمثيل تأكيدًا على التزام دولة الإمارات بدعم مسيرة مجلس التعاون، وتعزيز العمل الخليجي الموحد بما يسهم في تحقيق التكامل، والاستقرار، والازدهار المشترك بين الدول الأعضاء.
ويستذكر مواطنو دول الخليج خلال كل قمة الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي ترأس أول قمة للمجلس يومي 25 و26 مايو/أيار 1981 في أبوظبي، وأسهم في تأسيس إطار التعاون الخليجي الرسمي بين الدول الست الأعضاء.
جولة خليجية لتعزيز التضامن
وقبل أسابيع من القمة، قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجولة خليجية شملت المملكة العربية السعودية (3 سبتمبر/أيلول الماضي)، وقطر والبحرين (10 سبتمبر/أيلول الماضي)، وسلطنة عمان (11 سبتمبر/أيلول الماضي)، والكويت (8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي)، حيث أجرى مباحثات مع قادة هذه الدول لتعزيز التضامن الخليجي والعمل على تعزيز أمن واستقرار المنطقة بشكل عام، ودول الخليج بشكل خاص.
وقد لاقت الجولة ترحيبًا رسميًا وشعبيًا، وسط تأكيد على أهميتها في ترسيخ الروابط الأخوية بين دول المجلس، وتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية، والأمنية، والسياسية.
كما تأتي القمة بعد زيارة عمل أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مملكة البحرين في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث شهد مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة التمرين العسكري المشترك "ربدان–شويمان 2025"، الذي يهدف إلى رفع مستوى الجاهزية وتطوير القدرات العملياتية المشتركة بين القوات الإماراتية والبحرينية، في إطار العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع البلدين.
تعزيز العلاقات مع الكويت وسلطنة عمان
واستكمالًا لجهود تعزيز العلاقات الخليجية، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالاحتفاء بالعلاقات الأخوية مع دولة الكويت، ابتداءً من 29 يناير/كانون الثاني المقبل ولمدة أسبوع، في جميع إمارات الدولة، وهو ما يعكس حرص قيادة الإمارات على تعزيز أواصر التعاون والتكامل مع أشقائها.

كما تستفيد الإمارات وسلطنة عمان من شراكتهما الاستراتيجية في مشاريع البنية التحتية، كان أبرزها توقيع اتفاقية جديدة قبل 5 أسابيع ضمن مشروع شبكة السكك الحديدية العُمانية–الإماراتية المشتركة، والذي يمثل نموذجًا عمليًا للتكامل الخليجي في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
وأعلنت شركة "نواتوم اللوجستية" التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي في 24 أكتوبر/تشرين الأول عن توقيع اتفاقية مبدئية مع شركة "حفيت للقطارات" لإطلاق خدمات الشحن بالسكك الحديدية بين صُحار في سلطنة عمان وأبوظبي، ضمن خطوات ملموسة لتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي.
جهود إماراتية لتعزيز الأمن والاستقرار
تسعى دولة الإمارات من خلال مشاركتها في القمة إلى دعم وحدة الصف الخليجي وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء. ويأتي تعزيز الأمن الخليجي المشترك على رأس أولويات القمة، خصوصًا بعد الهجمات التي تعرضت لها قطر هذا العام، سواء الإيرانية أو الإسرائيلية.
فقد استهدفت إيران قاعدة العديد الجوية في قطر في 23 يونيو/حزيران الماضي، بعد أيام من ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، في إطار مواجهة عسكرية استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل.
وبعد ثلاثة أشهر، شنت إسرائيل هجومًا على الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، استهدف قادة حركة حماس وأسفر عن مقتل خمسة من مرافقيهم، فضلًا عن مقتل أحد أفراد قوة الأمن الداخلي القطرية وإصابة آخر.
وقد تدخلت الإمارات لاحقًا للحد من التصعيد بين إسرائيل وإيران، وساهمت في تشكيل موقف دولي رافض للهجمات الإسرائيلية على قطر.
وترى الإمارات أن القمة الخليجية تعد منصة رئيسية لتوحيد المواقف تجاه التحديات الإقليمية والدولية، وبناء رؤى مشتركة لدعم مصالح دول المجلس وشعوبها، وتعزيز قدرة المجلس على مواجهة المخاطر والتحديات المتصاعدة في المنطقة.
استعدادات البحرين لاستقبال القمة
تُعقد القمة الخليجية الـ46 في البحرين غداة احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الـ54، وهو اليوم الذي يعكس وحدة الدولة ومسيرتها الوطنية.
وقد انعكس هذا الاحتفال على مملكة البحرين، التي شهدت تزين المباني والمعالم بألوان العلم الإماراتي، تأكيدًا على الأخوة الخليجية المشتركة واحتفاءً بعلاقات البلدين التاريخية.
كما شهدت الشوارع الرئيسة والميادين العامة في البحرين استعدادات واسعة لاستقبال القمة، بما في ذلك تزيينها بصور قادة دول مجلس التعاون وأعلام دول المجلس، مع نشر لافتات ترحيبية تؤكد دعم البحرين للعمل الخليجي المشترك وأهمية التعاون كركيزة لوحدة الهدف والمصير المشترك بين الدول الأعضاء.
تجسد القمة الخليجية الـ46 في البحرين جهود الإمارات المتواصلة لتعزيز التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون، وتأكيد دورها كشريك موثوق ودولة رائدة في دعم التنمية الخليجية.
كما تؤكد القمة التزام الإمارات بالمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والازدهار المشترك لدول المجلس، وتعزيز أمن الخليج واستقراره في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتصاعدة، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعكس التضامن الأخوي العميق بين دول مجلس التعاون.