مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أمريكا: قرار وقف حرب أوكرانيا بيد بوتين وحده

نشر
الأمصار

أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأربعاء، أن بلاده تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة من أجل التوصل إلى صيغة تضع حداً للحرب الدائرة في أوكرانيا، مشيراً إلى أن واشنطن تبحث عن حل يضمن مستقبل الدولة الأوكرانية ويحظى بقبول الأطراف المنخرطة في النزاع. 

وأوضح روبيو أن الولايات المتحدة تعمل على صياغة مقترحات واقعية يمكن طرحها على كل من روسيا وأوكرانيا، على أمل أن تشكل أساساً لمفاوضات سلام حقيقية.

وشدد الوزير الأمريكي على أن التقدم في هذا الملف ما يزال محدوداً، رغم الاتصالات السياسية المكثفة، موضحاً أن العامل الحاسم في إنهاء الحرب يكمن في قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده، وليس مستشاريه أو المؤسسات المحيطة به. 

وأشار إلى أن القيادة الروسية هي الجهة الوحيدة القادرة على اتخاذ قرار تغيير مسار الحرب، مؤكداً أن واشنطن تراقب بدقة التحولات في الموقف الروسي لكنها لا ترى حتى الآن ما يشير إلى استعداد واضح لإحداث اختراق جذري.

وتناول روبيو في تصريحاته جانباً آخر مما وصفه بالتحديات التي تواجه الأمن الإقليمي في القارة الأمريكية، مشيراً إلى أن فنزويلا باتت، بحسب تقييم الإدارة الأمريكية، نقطة ارتكاز لنفوذ إيران في أمريكا الجنوبية، حيث قال إن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يمتلكان وجوداً "واضحاً ونشطاً" داخل الأراضي الفنزويلية. وأضاف أن هذا الوجود يشكل مصدر قلق لواشنطن ويستدعي تعزيز التنسيق الأمني مع دول الجوار.

وفي المقابل، جاءت التصريحات الروسية أكثر حذراً، حيث قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن المشاورات الجارية بين موسكو وواشنطن حول مستقبل الحرب في أوكرانيا كانت "مفيدة للغاية"، لكنه شدد على أن الطريق ما زال طويلاً ومليئاً بالملفات المعقدة. وأكد أوشاكوف أن بعض المقترحات التي طرحتها الولايات المتحدة، وخصوصاً ما يتعلق بترتيبات الأراضي الخاضعة للسيطرة العسكرية، كانت مقبولة نسبياً من وجهة نظر موسكو، غير أن أجزاء أخرى من المبادرات الأمريكية لم تلقَ قبولاً لدى القيادة الروسية.

وأوضح المسؤول الروسي، بحسب ما نقلته صحيفة "تلجراف" البريطانية، أن موسكو مستعدة لمواصلة النقاشات لكنها لن تقبل بأي مبادرة تتجاهل ما تصفه بـ"الحقائق الجديدة على الأرض". وأشار إلى أن روسيا ترى أن أي اتفاق سلام يجب أن يأخذ في الاعتبار مطالبها الأمنية والسياسية، إضافة إلى ضمانات بعدم توسع التهديدات الغربية قرب حدودها.

وتبرز هذه التصريحات المتزامنة من الطرفين الأمريكي والروسي حجم التعقيد الذي يحكم مسار المفاوضات، وتعكس إدراكاً دولياً متزايداً بأن إنهاء الحرب يحتاج إرادة سياسية مباشرة من موسكو، مع استعداد فعلي لبحث تسويات تتعلق بالأمن الإقليمي والحدود ومستقبل الأراضي المتنازع عليها.