مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

لبنان على حافة الانفجار.. خطط إسرائيلية للتصعيد وواشنطن تحاول التهدئة

نشر
الأمصار

 تتسارع وتيرة التوتر على الجبهة اللبنانية في ظل مؤشرات متزايدة على اقتراب مواجهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله، بعد تداول تقارير إسرائيلية تشير إلى استعدادات عسكرية وسياسية للتصعيد. 

 

فقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن المؤسسة الأمنية في تل أبيب تدرس خطوات واسعة في لبنان رداً على ما تقول إنه استمرار الحزب في تعزيز قوته العسكرية داخل البلاد، الأمر الذي تعتبره إسرائيل تهديداً مباشراً لأمنها.

 

وبحسب الهيئة، قدّمت إسرائيل للمبعوثة الأميركية الخاصة مورجان أورتاجوس أدلة استخباراتية تزعم استمرار حزب الله في توسيع قدراته وتعزيز منظوماته داخل الأراضي اللبنانية، محذّرة من أن هذه التحركات ستقود إلى رد فعل عسكري "حتمي" إذا لم تُكبح. 

 

وفي المقابل، تسعى واشنطن – وفق الرواية الإسرائيلية – إلى احتواء الوضع ومنع انزلاقه إلى مواجهة واسعة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية ترى أن التصعيد "أمر لا مفر منه" في ظل ما تصفه بـ"التحديات المتنامية".

 

وكانت القناة الإسرائيلية 13 قد كشفت في وقت سابق عن تقديم جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة تصعيد جديدة إلى المستوى السياسي، خلال نقاش خاص مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتضمّن تصوراً عملياتياً لتكثيف الهجمات ضد أهداف مرتبطة بحزب الله في لبنان. 

 

ويأتي ذلك على خلفية تقييمات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن الحزب لن يرد بشكل فوري على اغتيال هيثم الطبطبائي، الرجل الثاني في هرم القيادة العسكرية للحزب، لكن الأجهزة الإسرائيلية تقول إنها رصدت محاولات لتهريب أسلحة جديدة نحو لبنان.

 

وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، تفاصيل العملية التي استهدفت الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحاً أنها نُفّذت عبر غارة مفاجئة استهدفت شقة سكنية بعد التحقق الاستخباراتي من وجوده داخلها. 

 

وتتهم إسرائيل الطبطبائي بأنه يعد من أبرز القادة العسكريين في الحزب منذ الثمانينيات، وتؤكد أنه لعب دوراً محورياً في قيادة قوات الرضوان وإدارة العمليات العسكرية في سوريا، كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه.

 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن اغتيال الطبطبائي يشكل "ضربة قوية لقدرة حزب الله على القيادة والسيطرة"، متهماً الحزب بالسعي لإعادة بناء قوته العسكرية خلافاً للاتفاقات الدولية. وشدد على أن إسرائيل لن تسمح بإعادة تسليحه، سواء بالوسائل الدبلوماسية أو عبر القوة العسكرية، داعياً السلطات اللبنانية إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة نفوذ الحزب.

 

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الكلامي، إلى جانب التحركات العسكرية الإسرائيلية، يعكس مرحلة جديدة من الاحتكاك قد تتطور إلى مواجهة أوسع، في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني وضعف قدرات الجيش على ضبط الحدود الجنوبية. وبينما تحاول القوى الدولية منع الانفجار، تبدو واشنطن وتل أبيب أقرب إلى خيار الضغط العسكري، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد اتجاه الأحداث على الجبهة الشمالية.