مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

نتنياهو يعلن انفتاحه على اتفاق مع سوريا والحفاظ على شروط تل أبيب

نشر
الأمصار

أبدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، انفتاحه على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع سوريا، مشيراً إلى أن الحوار يجب أن يتم "بنية حسنة وتفاهم متبادل"، في ظل تحذيرات أمريكية من أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال نتنياهو خلال زيارة لجنود إسرائيليين أصيبوا الأسبوع الماضي في هجوم على قرية "بيت جن" في ريف دمشق، إن بلاده مصممة على حماية بلداتها الحدودية، بما في ذلك الجولان السوري المحتل، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الأمن الإسرائيلي والحدود الشمالية.

وأضاف أن أي اتفاق محتمل مع دمشق سيخضع لشروط واضحة، أبرزها إقامة "منطقة عازلة" خالية من السلاح على طول الحدود، والاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها إسرائيل مؤخراً في الأراضي السورية.

وأوضح نتنياهو أن تدخلات إسرائيلية متعددة في سوريا تهدف إلى "منع الأنشطة العدائية، وحماية الحلفاء الدروز، وضمان أمن إسرائيل من أي هجمات برية محتملة"، في إشارة إلى العمليات العسكرية التي نددت بها الأمم المتحدة وعدد من الدول خلال الأشهر الماضية. وأكد أن السياسة الإسرائيلية في سوريا تركز على تأمين الحدود وحماية المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، بما يشمل المواقع العسكرية ومداخل جبل الشيخ وقمته، مع المحافظة على منطقة عازلة آمنة على طول خط الحدود.

وأشار نتنياهو إلى أن الجو الإيجابي والتفاهم المبدئي قد يمهّد الطريق لإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، إلا أنه شدد على أن تل أبيب ستتمسك بمبادئها الأساسية، ولن تتنازل عن أي من شروطها الجوهرية المتعلقة بالأمن والسيطرة على المناطق الاستراتيجية. وأوضح أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تركز على إزالة التهديدات الأمنية وضمان حماية مصالح إسرائيل الحيوية، وهو ما وصفه بأنه "الخطوط الحمراء" في أي اتفاق محتمل.

وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه العلاقات الإقليمية توتراً مستمراً، في ظل مخاوف واشنطن من أن الضربات الإسرائيلية المتكررة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة، مما قد يعيق جهود الاستقرار الإقليمي. واعتبرت الإدارة الأمريكية، وفقاً لمسؤولين، أن التهدئة والحوار بين تل أبيب ودمشق يمثلان خطوة مهمة لتخفيف المخاطر الأمنية، لكنها شددت على ضرورة احترام السيادة السورية والتنسيق الدولي لمنع أي تصعيد.

ويُنتظر أن يكون هذا الإعلان الإسرائيلي بداية لمرحلة جديدة من المباحثات السياسية حول الحدود والأمن في شمالي إسرائيل وجنوب سوريا، وسط ترقب عربي ودولي لموقف دمشق من هذه المبادرة، وإمكانية التوصل إلى صيغة تفاهم تحقق الاستقرار دون المساس بالسيادة السورية.