ألمانيا تخصص 16 مليون يورو لدعم المساعدات الطارئة في السودان
أعلنت الحكومة الألمانية عزمها تقديم 16 مليون يورو إضافية لدعم المساعدات الإنسانية الطارئة الموجهة إلى السودان، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع الداخلي المتواصل منذ أكثر من عامين ونصف.
وجاء الكشف عن الحزمة الجديدة خلال اجتماع عقد في برلين بين وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول ونظيره وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، حيث ناقش الجانبان سبل تخفيف المعاناة عن المدنيين السودانيين وتوفير قنوات آمنة لإيصال المساعدات.
وقال الوزير الألماني فاديفول إن التمويل الإضافي يهدف بشكل أساسي إلى تقليل أعداد المدنيين الذين يواجهون خطر الجوع والعطش أثناء فرارهم من مناطق القتال، مؤكدًا أن ألمانيا تنظر إلى هذا الدعم باعتباره "استثمارًا ضروريًا في الإنسانية، وفي الوقت ذاته يخدم المصالح الألمانية في المنطقة"، على حد تعبيره. وينتمي فاديفول إلى حزب المستشار الألماني فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، الذي يؤكد في سياسته الخارجية على دعم الاستقرار الإقليمي ومساندة الدول المتضررة من النزاعات.

وتصنف الأمم المتحدة الأزمة السودانية باعتبارها أكبر أزمة إنسانية في العالم حاليًا، نتيجة لما خلفه الصراع الداخلي من انهيار للخدمات الأساسية، ونزوح ملايين المدنيين، وانتشار المجاعة في مناطق واسعة من البلاد. ويشهد السودان صدامًا مستمرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما أدى إلى توسع سيطرة الأخيرة على ما يقرب من نصف المناطق المأهولة بالسكان.
ورفض رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مؤخرًا اقتراحًا أمريكيًا يدعو لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الأوضاع الحالية لا تسمح بمثل هذا الترتيب. وكان البرهان قد وصل إلى السلطة عام 2021 عبر انقلاب عسكري بالتعاون مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). إلا أن الأخيرة تمردت في عام 2023 بعد خلافات حول دمجها داخل الجيش النظامي، لتبدأ مرحلة جديدة من الصدام المسلح الذي طالت آثاره المدنيين بشكل واسع.
وخلال محادثاته في برلين، شدد وزير الخارجية الألماني ونظيره المصري على ضرورة وقف سريع لإطلاق النار لتأمين إيصال الإمدادات الإنسانية. وأكد الوزير المصري بدر عبد العاطي أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يعقبه مسار سياسي شامل تحت سيطرة السودانيين أنفسهم، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف الفاعلة، مشددًا في الوقت ذاته على أن تقسيم السودان أمر غير مقبول بالنسبة للقاهرة.
كما دعا عبد العاطي إلى ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين عبر ممرات إنسانية آمنة، في ظل الانهيار المتواصل للبنية التحتية، وتعذر وصول الإغاثة إلى العديد من المناطق المحاصرة نتيجة المواجهات العسكرية.