أردوغان يحذر من تهديد الحرب الروسية الأوكرانية للملاحة في البحر الأسود
حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع الحكومة في العاصمة التركية أنقرة، من أن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وصلت إلى مرحلة حرجة تهدد بشكل مباشر سلامة الملاحة في البحر الأسود، مؤكدًا أن استهداف السفن التجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا يشكل تصعيدًا خطيرًا لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.
وقال أردوغان إن هذه الهجمات لا تهدد فقط الملاحة التجارية، بل تشمل أيضًا الأرواح وسلامة البيئة في المنطقة، مؤكدًا أن بلاده تراقب عن كثب أي تهديدات محتملة لأمنها الإقليمي. وأوضح الرئيس التركي: "إن استهداف السفن التجارية في منطقتنا الاقتصادية الخالصة يشير إلى تصعيد مثير للقلق، ولا يمكننا بأي شكل تبرير الهجمات التي تهدد سلامة الملاحة والأرواح والبيئة، خاصة في منطقتنا الاقتصادية الخالصة"، مشيرًا إلى أن حماية مصالح تركيا البحرية تشكل أولوية استراتيجية.
وفي سياق متصل، أكد أردوغان أن عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي تظل هدفًا استراتيجيًا طويل الأمد رغم التحديات الكبيرة، لافتًا إلى أن تركيا مستمرة في أداء دورها كجزيرة استقرار وسلام وأمن في منطقة الشرق الأوسط، رغم الأزمات والصراعات المحيطة بها. وأضاف: "تركيا تحافظ على صفتها كجزيرة استقرار وسلام وأمن رغم كل التحديات المحيطة بها".

كما استعرض الرئيس التركي الإنجازات الاقتصادية التي حققتها بلاده مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الدخل القومي التركي ارتفع من 238 مليار دولار إلى 1.5 تريليون دولار على أساس سنوي، مع وضع هدف طموح بحلول عام 2028 للوصول إلى اقتصاد يبلغ حجمه 1.9 تريليون دولار. ويعكس هذا النمو الاقتصادي الطموحات التركية في تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي مجال الدفاع والتكنولوجيا، أشار أردوغان إلى أن المقاتلات التركية المسيرة "قزل إلما" حققت إنجازًا عالميًا في نهاية الأسبوع الماضي، مؤكداً أن تركيا تشهد ديناميكية كبيرة وانطلاقة في مختلف المجالات، بما يعكس قدرة البلاد على المنافسة في التقنيات العسكرية الحديثة.
كما تناول الرئيس التركي مسار "تركيا بلا إرهاب"، مؤكداً أن تركيا تعمل على إزالة واحدة من أكبر العقبات التي تعترض استقرارها ونموها الاقتصادي. وقال: "قلوبنا تنبض مع إخواننا الأكراد والعرب ومع المجتمعات الصديقة والشقيقة في منطقتنا منذ ألف عام وستظل تنبض معًا في المستقبل"، في إشارة إلى تعزيز التضامن الداخلي والتوازن الإقليمي.
واختتم أردوغان تصريحاته بالتأكيد على وحدة الشعب التركي وقدرته على مواجهة التحديات، قائلاً: "الشعب التركي سيقف جنبًا إلى جنب بقلوب متآلفة لتحويل القرن الحادي والعشرين إلى قرن تركيا". ويعكس هذا التصريح الطموح التركي في تعزيز موقعها الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي على الساحة الإقليمية والدولية، وسط التحديات التي تفرضها الحرب الروسية–الأوكرانية وتأثيرها على الملاحة في البحر الأسود.