إسرائيل تطلق النار في ريف القنيطرة عقب توغل عسكري
أفاد التلفزيون السوري الرسمي، اليوم الاثنين، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار في الهواء مستهدفاً محيط منازل مدنيين في قرية أبو قبيس الواقعة في ريف القنيطرة جنوبي الجمهورية العربية السورية، وذلك عقب توغله باتجاه تلّ قريب من القرية في منطقة تشهد توتراً متصاعداً خلال الأسابيع الماضية.
ووفقاً للمصادر السورية، فإن القوات الإسرائيلية نفذت تحركات عسكرية مفاجئة في المنطقة الحدودية، قبل أن تعمد إلى إطلاق النار التحذيري بالتزامن مع تقدم آلياتها نحو مواقع مرتفعة تشرف على القرى المجاورة. ويُعد هذا التحرك ضمن سلسلة من الخروقات التي تشهدها خطوط فضّ الاشتباك في الجولان السوري المحتل.
يأتي هذا التطور بعد يومين من تقارير عبرية كشفت عن توجه الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير استراتيجيتها العسكرية في جنوب سوريا، وذلك عقب حادثة إطلاق النار التي تعرضت لها قوات الاحتلال في بلدة بيت جن جنوب غربي دمشق، والتي أدت إلى إصابة ستة من الجنود الإسرائيليين.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب تُجري مراجعات واسعة لطريقة تعاملها مع التوترات في جنوب سوريا، وأن الخطة الجديدة ستركّز على زيادة الاعتماد على القصف الجوي والاغتيالات الصاروخية، في محاولة لتجنب الاحتكاك الميداني والاشتباك المباشر مع مجموعات مسلحة تعمل قرب الحدود، إضافة إلى تقليص العمليات البرية التي قد ينجم عنها خسائر بشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية الأسبوع الماضي تقريراً موسعاً كشفت خلاله عن نشاط وحدة الاستخبارات الميدانية النسائية التابعة لجيش الاحتلال داخل مناطق حدودية سورية.
وقالت الصحيفة إنها رافقت فريقاً من مجندات هذه الوحدة خلال جولة ميدانية قرب الحدود السورية الإسرائيلية الأردنية، وتحديداً في الموقع العسكري المعروف باسم 720.

ووفق التقرير، فقد أُجريت مقابلات مع قائد الكتيبة 595 في جيش الاحتلال، الذي عرّفت عنه فقط بالحرف "ج"، إضافة إلى ضابط العمليات "م"، وعدد من مجندات جمع المعلومات الاستخبارية، اللواتي يعملن على رصد تحركات مجموعات تصفها إسرائيل بالمعادية داخل الأراضي السورية. وأوضحت الصحيفة أن هذه العمليات تهدف إلى ضمان تفوق استخباراتي يمكّن الجيش الإسرائيلي من إحباط أي تهديد قبل وقوعه.
ويرى مراقبون أن التوتر في الجنوب السوري يشهد منحنى تصاعدياً منذ بداية العام، خصوصاً مع تزايد العمليات الإسرائيلية ضد مواقع تقول تل أبيب إنها تابعة لقوى معادية لها قرب الجولان المحتل. كما يُتوقع أن يؤدي التحول المعلن في الاستراتيجية الإسرائيلية إلى تكثيف الضربات الجوية وتوسّع نطاق العمل الاستخباراتي، ما قد ينعكس على الوضع الأمني في القنيطرة وريفها خلال المرحلة المقبلة.
وتؤكد دمشق من جانبها أن التحركات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة سوريا ولقرارات مجلس الأمن المتعلقة بخطوط وقف إطلاق النار، مشددة على حقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة للدفاع عن أراضيها.
بهذه التطورات، يبدو أن الجنوب السوري يدخل مرحلة جديدة من التوتر، تتداخل فيها الحسابات العسكرية الإسرائيلية مع معادلات إقليمية أكثر تعقيداً، وسط مخاوف محلية من أن تؤدي هذه التحركات إلى تصعيد أوسع في المناطق الحدودية.